هل هو انتقام من تراث العيطة الجبلية على حساب فنطازيا الفروسية
أم هناك من يريدها فتنة ثقافية باقليم تاونات…

البديل السياسي :بقلم: خالد المهداوي البقالي
استنكرت بشدة العديد من الفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية باقليم تاونات الظهور شبه العاري لراقصة على منصة مهرجان فن العيطة الجبلية الذي تشرف على تنظيمه عمالة إقليم تاونات والهيئات المنتخبة على مستوى الاقليم والجهة، بدورنا ندين بشدة هذه الاساءة للموروث الثقافي الاصيل لقبائل جبالة حتى لو كانت فلتة، ونرفض اي انحلال أخلاقي وقيمي على حساب هذا المكون الثقافي والهوياتي المغربي الذي يجد جذوره التاريخية في رصيد التراكم الثقافي بالمجال الجبلي، ويستمد مشروعيته الدستورية من المكون الهوياتي الأندلسي العريق المحافظ الذي ينص عليه دستور المملكة المغربية 2011 في فصل التصدير والتأطير العام لتوابث الأمة المغربية. ما وقع بالأمس علنا أمام أعين بعض المسؤولين والساسة واعيان إقليم تاونات على منصة مهرجان فن العيطة الجبلية انقلاب ثقافي وقيمي خطير على رصيد الهوية الثقافية العريقة والمحافظة لقبائل جبالة المقاومة، إساءة ينضاف إليها الجدل والنقاش العمومي الذي يحدثه هذا المهرجان مع كل موسم حول ميزانيته العامة وانعكاساته التنموية على إقليم غارق في مستنقع انتكاسات القطاعات والخدمات الحيوية، وبرمجته الزمنية التي توافق في كل موسم فترة تحضيرات الامتحانات الاشهادية وخصوصا فئة المقبلين على امتحانات الباكلوريا الزبناء المخلصين لهذا المهرجان مع الأسف الشديد، وكأن هناك من يكرس نزيف الهدر الأكاديمي بالاقليم بعدما كانت الطاقات الفكرية والأكاديمية التاوناتية رائدة بالحرم الجامعي على مستوى الجهة والوطن لسنوات مضت. ما اعتقد أن أحدهم سيسمح من موقعه كمنتدب أو منتخب أو مثقف بالإساءة للفن والفلكلور المغربي سواء تعلق الأمر بأحيدوس أو احواش أو رقصات سوس أو الفن الحساني عند أهلنا بالصحراء المغربية…لأنها فنون ولوحات إبداعية من الحوار الشعري المرتجل والغناء الجماعي الذي استخدم كشكل من أشكال المقاومة الشعبية خلال فترات الاستعمار للتعبير عن المعاناة الجماعية وإرسال رسائل رمزية لا يفهمها إلا الراسخون في علم النضال والمقاومة الثقافية من أهل الأرض. نرجو من السلطات الاقليمية في شخص السيد عامل الاقليم ومسؤولي القطاع الوصي تدارك الموقف وإيقاف النزيف، عبر التدخل لتصحيح هذا الانفلات الذي نعتبره غير مقصود، وتفادي عدم تكراره لما فيه من مساس بالرصيد الثقافي الاصيل الجبلي المحافظ، وما يستوجبه التصدي من المؤسسات المسؤولة قبل التنظيمات المدنية المعقولة، وندعو في سياق هذا الحدث الشارد كل الفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية الجادة والمسؤولة بالمجال الثقافي للإسراع بتأسيس المرصد المجالي والانساني لحماية التراث والثقافة باقليم تاونات. أما بعض النخب السياسية المسؤولة فلا يليق المقام بذكرها، سنخصص لها مقالا خاصا، ولا يسعني أن اقول إلا: أينما حل الحمام الازرق حلت الفتنة والخراب معا. اعتذر من المتتبعين الأفاضل عن محتوى الصورة، ضرورة أدبية.
== خالد المهداوي فاعل مدني
تعليقات
0