جريدة البديل السياسي |كتاب وآراء

أنجبتني غزة .. ورفضني العالم

32121

بقلم / د. احمد الافغاني – جريدة البديل السياسي

صدق شاعرنا العظيم محمود درويش حين قال:

وطني علّمني

أن حروف التاريخ مزوّرة إن لم تُكتب بالدم،

علّمني أن التاريخ البشري بلا حبٍّ

مجرد عُويلٍ… ونكاحٍ في صحراء.

وطني… هل أصبحتَ بلاد الأعداء؟

لم أكن يومًا أظن أنني سأغدو غريبًا،

أن تتقاذفني المطارات، وتلفظني الحدود،

لا لذنبٍ اقترفته،

بل لأنني فقط… فلسطيني من غزة.

غزة التي لا يشبهها شيء،

غزة التي جعلت العالم يقف مشدوهًا أمام عظمة شعبها،

غزة التي تعلّمتُ فيها كيف يُصنع الكبرياء من تحت الركام،

غزة التي حين تنطق، يُصمت الكون احترامًا.

تناديها الشعوب، وترفع شعارات النصر لها،

لكن ابنها لا يجد موطئ قدم،

لا تأشيرة، لا ممر، لا يد تمتد إليه.

كأن الانتماء لغزة تهمة،

كأننا نحمل على جواز سفرنا وجعًا يخيف العالم!

أنا ابن المخيم،

منذ أربعة أيام أنام على أرصفة المطارات،

أنتظر وطناً مؤقتاً يحتويني،

مكانًا لا يُذلّني، لا يهين كرامتي،

أبحث عن فتات كرامة… عن لحظة دفء،

عن وطن لا يُحاسبني على هويتي.

يا لخيبة الأمل من عالمٍ يدّعي الإنسانية،

ثم يشيح بوجهه عن غزة الجريحة.

غزة التي تُسفك دماؤها كل يوم،

ولا تزال واقفة، رافعة الرأس،

يولد فيها الأمل من تحت الأنقاض.

سأوافيكم بأخباري حين أجد مكانًا آمنًا أختبئ فيه،

أُخبئ فيه ما تبقى من روحي،

إلى أن تعود غزة… لأهلها، لأحبابها، لدولتها الحرة.

وحينها سنلتقي،

على أرضٍ ما سجدت إلا لله،

أرضٍ سُقيت بدماء الشهداء،

وزُرعت فيها كرامة الأسرى،

وبُنيت حجارتها بصبر الجرحى.

غزة… يا وجعي، ويا فخري.

منك بدأت الحكاية،

وفيك سيكون الختام… نصرًا وعزًا لا يزول.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي