بقلم: [ رشيد اخراز ]- جريدة البديل السياسي
إنهيار قيم الأسرة المغربية تحت وطأة “الشهرة” الرقمية: عندما يبيع الشباب والشابات أنفسهم على تيك توك وإنستغرام.
ما بقات لا حشمة ولا حيا
في زمن التحول الرقمي والانفتاح اللامحدود على العالم الافتراضي، تعيش الأسرة المغربية اليوم أزمة قيم وأخلاق لم يسبق لها مثيل. لم تعد المسألة مجرد اختلاف أجيال أو تأثير عابر للتكنولوجيا، بل صارت تهدد نسيج المجتمع برمته، بعدما أصبحت منصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام” ساحات مفتوحة لـ”بيع الذات” مقابل المال والشهرة.
بينما كان الهدف من وسائل التواصل الاجتماعي ربط الناس وتبادل الأفكار، تحولت هذه المنصات اليوم إلى فضاءات تُعرض فيها الأجساد العارية وتُستغل البراءة، لا لشيء سوى من أجل مشاهدات تترجم إلى تحويلات مالية. بنات في عمر الزهور وشباب في مقتبل العمر، يُسَوِّقُون لأجسادهم، يقلدون سلوكيات دخيلة، يتجاوزون الخطوط الحمراء، وكل ذلك باسم “الترند” و”المحتوى”.
أين هي الأسرة؟
الأسرة المغربية، التي كانت حصنًا للقيم والدين والاحترام، تراجعت أدوارها بشكل مقلق.
الآباء مغيبون، أو في بعض الحالات، مشجعون ضمنيًا لهذا الانحراف، طالما أن المال يتدفق. والأمهات، بين الحاجة أو الغفلة، يجدن أنفسهن عاجزات عن ضبط الإيقاع القيمي لأبنائهن.
المسؤولية جماعية
ليست الأسرة وحدها المسؤولة، بل المجتمع بأكمله. المدرسة غائبة، الإعلام مُستسلِم، والقانون لا يواكب هذه الظواهر الجديدة. فهل من المقبول أن يربح مراهق آلاف الدراهم مقابل فيديو خادش للحياء؟ وهل من الطبيعي أن تُصبح البذاءة معيارًا للنجاح الرقمي؟
في مواجهة هذا الانهيار القيمي، لا مناص من وقفة جماعية: الأسرة، الدولة، المجتمع المدني، ورجال الدين، كلهم مدعوون لإنقاذ ما تبقى من أخلاقنا. فـ”الترند” يزول، لكن آثار الانحلال الأخلاقي تبقى، وتدفع الأجيال القادمة الثمن.
إن ما يحدث ليس مجرد تغير عابر، بل ناقوس خطر ينذر بتمزق نسيجنا الاجتماعي إذا لم نتحرك فورًا.
تعليقات
0