كلمة وفاء… لا رثاء
اليك استاذنا ومعلمنا المغفور له ( سيدي محمد هرفوف )
على وقع الرحيل، وأثر الفراق، اخترت بأن أكتب لك كلمة وفاء لا رثاء ، فالرثاء يكون للأموات فقط ، وأنا أراك حياً بذكراك العطرة فينا رغم رحيلك .
لكن الوفاء يليق بك أكثر فكيف لا نكون أوفياء لمن كان معلمنا وأستاذنا في المرحلة الإبتدائية ؟ كيف لا نكون أوفياء لمقامك الرفيع وأثرك العميق في قلوبنا ؟
لقد كنت نبراساً في سنوات غارقة بالظلام ، كنت حاضرا في كل ميدان ومشهد ، ناشطاً في كل معترك وموقف من عملك المخلص في تربية الأجيال إلى نشاطك الدؤوب في ميدان العلم والتعلم مروراً بكل منعطف وموقف وطني … فمثلك لا تنتهي حياته بموته لأن أثرك فينا أطول من عمرك .
أستاذي المرحوم سيدي محمد هرفوف أنت الذي لا تكتب له الكلمات بمداد القلم بل بمداد القلب ، و عزاءنا أنك حيٌّ في قلوبنا ، و قد اختط اسمك على جدار التاريخ جدار مجموعة مدارس لهدارة ، ..وستبقى خالداً فينا كشجرة الزيتون ، وعبق البادية . عشتَ فينا كريما ، ورحلت عزيزا ، وسيرتك العطرة أبقى من سنوات العمر .
عاشت ذكراك ، ورحمك الله استاذي ، ولن ننساك سيدي محمد هرفوف ومهما كتبنا من كلمات رثاء، وسطرنا من حروف حزينة باكية، لن نوفيك حقك لما قدمته من وقت وجهد وتفانٍ في سبيل شباب ورجال المستقبل والغد ، وعلمتنا من أخلاق وقيم فاضلة ، وغرست فينا حب العلم والمعرفة ، ونميت في اعماقنا قيم المحبة والخير والانتماء .
عرفنا الفقيد هادئاً ، متسامحاً ، راضياً ، قنوعاً ، ملتزماً بانسانيته كما هو ملتزم بدينه وواجباته الدينية.
حمل الامانة بإخلاص ، واعطى للحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم . إنا لله وانا اليه راجعون
تعليقات
0