الناظور … التأخر التنموي لجماعة رأس الماء ينعكس بالسلب على الساكنة و المجلس الجماعي في سبات عميق

فاطمة المالكي- جريدة البديل السياسي

تعتبر جماعة راس الماء اقليم الناظور إحدى المراكز التي تتموقع بين مدينة السعيدية وجماعة البركانيين على الطريق الساحلي  ورغم أهميتها الجغرافية والتاريخية، إلا أن المنطقة لا تزال تعاني من تأخر كبير في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية. هذا التأخر التنموي يعد من التحديات الكبرى التي تواجه سكان الجماعة، ويشكل عائقًا أمام تحقيق تطلعاتهم نحو العيش الكريم والرفاهية.

مدينة راس الماء تعد من المناطق المنتجة المطلة على البحر الابيض المتوسط مند زمن بعيد ولعبت دورا مهما جدا في تزويد السوق الداخلية والخارجية من الأسماك.
هذا النشاط ساهم في توافد عدد كبير من المواطنين من جميع الجهات مما ميز المنطقة بالتعداد السكاني المهم، نظرا لتوفر الشغل والطلب الزائد على اليد العاملة، ورغم توالي سنوات الجفاف وشح التساقطات المطرية مما تسبب في تضرر قطاع الفلاحة بشكل كبير وتضرر معه المزاولون للنشاط الفلاحي. لكنها رغم ذلك لا تزال تعتمد بشكل أو بآخر على الأنشطة الصيد التقليدي
امام هذا الوضع الصعب وللاسف الشديد أنه لم يتم التفكير في بدائل جديدة كالقطاعات الصناعية والخدمية الحديثة أخرى وظلت سكانة المنطقة تعاني من إنعدام التشغيل وتقهقر المستوى المعيشي .

كما أن ضعف التواصل من طرف المنتخبين المسيرين للشأن المحلي، جعل الوصول إلى الخدمات الأساسية صعبًا، ما يساهم في تدني مستوى الحياة.

اما البنية التحتية بجماعة راس الماء فهي الأخرى تعاني ما تعانيه، رغم وجود بعض المشاريع المحسوبة على الولاية السابقة كتبيلط بعض الأزقة، و بعض الأوراش المتوقفة.
التسيير العشوائي والنقص في جودة تنزيل المشاريع وقلة المراقبة، خلف سخط عارم لذى الساكنة.

كل هذا التعثر ونقص الكفاءات المسيرة للشأن المحلي من العوامل الرئيسية التي ساهمت في تأخر التنمية ، و من فرص جذب الاستثمارات في قطاعات مختلفة.
إضافة إلى ذلك، فإن قطاع الماء وشبح العطش بات يهدد الساكنة خاصة في فصل الصيف ، ما يجعل الحياة اليومية صعبة بالنسبة للعديد من السكان.

و تعد قلة الاستثمارات الاقتصادية، إحدى أبرز الأسباب التي تساهم في تأخر التنمية في راس الماء رغم أن المنطقة تمتاز بموقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية، إلا أنها لا تزال غير جاذبة للاستثمار في القطاعات الصناعية والخدمية.

ويعود هذا إلى ضعف النخب المسيِّرة وغياب الحوافز الاستثمارية التي من شأنها أن تشجع المستثمرين لإنشاء الشركات .

بالإضافة الى عدم الإنفتاح على الكفاءات والطاقات الشابة بالمدينة والمؤهلة التي من الممكن استغلالها لإحداث نقلة نوعية في التنمية المحلية، وتشجيع الاستثمار الاقتصادي بإطلاق مشاريع استثمارية في مختلف القطاعات، خاصة في الصناعة التقليدية والخدمات، من خلال تحفيز الشركات والمستثمرين.

إن تأخر التنمية بمدينة راس الماءفي مختلف المجالات لا يعد مشكلة معزولة بل هو انعكاس لتحديات أكبر تواجه العديد من المناطق في المغرب.

ومع ذلك فإن من الممكن تجاوز هذا التأخر إذا تم توجيه الجهود نحو تحسين البنية التحتية، وتطوير القطاعات الحيوية، وتعزيز الاستثمارات الاقتصادية. إذ أن المنطقة، بمواردها البشرية والطبيعية، تمتلك الإمكانيات اللازمة لتحقيق تطور اقتصادي واجتماعي ملموس يساهم في تحسين حياة سكانها.