رحل عنّا أبي العزيز، الذي كان مثالًا للتفاني والعطاء. بقلم الأستاذ محمد لوبني
جريدة البديل السياسي – بقلم الأستاذ لوبني محمد
في يوم 11 ـ08ـ 2024، رحل عنّا أبي العزيز، الذي كان مثالًا للتفاني والعطاء. نشأ أبي في قرية أركمان، وكرّس أكثر من 40 عامًا من حياته للتعليم، محققًا أثرًا كبيرًا في مدارس مدينة الناظور وقرية أركمان.
بدأ مشواره المهني كمعلم في مدينة مكناس، حيث بدأ بنقل علمه وحبّه للتعليم إلى طلابه. بعد سنوات من التدريس في مكناس، انتقل إلى مدينة وجدة، ثم بركان،والعديد من المدن والمناطق .. وأخيرًا استقر في مدينة الناظور، حيث قضى بقية حياته المهنية والتعليمية.
خلال مسيرته الطويلة، عمل أبي في العديد من المؤسسات التعليمية في الناظور وأركمان، وترك بصمة لا تُنسى في قلوب طلابه وزملائه. لم يكن أبي مجرد معلم، بل كان مستشارًا وصديقًا لكل من عمل معه. قدم الدعم والنصح والإرشاد للطلاب، وشجعهم على التفوق والنجاح في حياتهم الدراسية والمهنية. كان يؤمن بأن التعليم هو السلاح الأقوى لتغيير المجتمعات، وكان يسعى دائمًا لنقل هذه الفكرة إلى كل من حوله.
إحدى المحطات الأكثر تأثيرًا في حياته المهنية كانت عندما قرر التدريس في السجن المدني في الناظور.
كان يؤمن بأن التعليم هو السبيل الوحيد لتحسين حياة الأشخاص، بغض النظر عن الظروف التي يمرون بها.
قدم دروسًا لأبناء المنطقة الذين كانوا يقضون وقتهم في السجن، وساهم في إعطائهم فرصة لإعادة بناء حياتهم والاندماج في المجتمع مجددًا. هذا العمل النبيل أظهر مدى حبّه وإخلاصه للتعليم ورغبته الصادقة في مساعدة الآخرين.
إلى جانب دوره كمعلم، كان أبي خطيب جمعة في العديد من المساجد. كان يسعى دائمًا لنشر رسالة الإسلام السمحة والعدل والمحبة بين الناس، وكانت دائمًا تحمل في طياتها الحكمة والنصائح التي تساعد الناس في حياتهم اليومية.
بفضل جهوده وإخلاصه، نشأ العديد من أبنائه الطلاب ليصبحوا من خيرة أبناء المنطقة. الكثير ممن تعلموا على يديه، حيث ترك بصمة لا تُنسى في قلوبهم وعقولهم.
بعض طلابه السابقين أصبحوا الآن أطباء ومهندسين ورجال أعمال ناجحين في أوروبا والمغرب، معترفين دائمًا بدوره الكبير في تشكيل مستقبلهم.
رغم رحيله، إلا أن ذكراه تبقى حية في قلوبنا جميعًا. نشعر بالفخر عندما نرى أولئك الذين تعلموا منه وهم يسيرون على خطاه، محققين الإنجازات والنجاحات التي كان يطمح أن يراها فيهم. ندعو الله أن يغفر له ويرحمه، ويجزيه عن كل عمل صالح قام به خير الجزاء.
فقد فقدنا إنسانًا عظيمًا، لكن إرثه وتعاليمه ستظل خالدة للأبد. إن ذكراه تعيش في كل قلب وكل عقل تأثر بتعليمه وإرشاده.
لقد كان حقًا معلمًا وإنسانًا نادرًا، ونسأل الله أن يجعل مثواه الجنة، وأن يجمعنا به في دار الخلد.
شكرا أبي العزيز …ستظل خالدا للأبد…. نسأل الله أن يجمعنا في دار الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفقا.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار