توهمات الغربة. قصة قصيرة….بقلم: خالد قدومي.
بقلم: خالد قدومي.-جريدة البديل السياسي
توهمات الغربة.
قصة قصيرة.
تبعثرت قدماي من التيه،فولجت حانة هندوراس. لم يكن المطر الغزير السبب الوحيد، فميلي لاكتشاف الآخر أغواني أيضا. أخذت مكاني في الزاوية إنسجاما مع طبعي الراغب في إلتقاط وجه العابر والماكث معا. أتت النادلة وبمحياها ما يوشي بسعة صدرها مع الندماء.قالت وهي مبتسمة: مرحبا بك، طلباتك أيها الزائر الجديد؟.
لم أمهل نفسي فرصة للتفكير حين أجبتها: جعة ” إستريا كطلان “. فتمتمت قائلة: حتى الأجانب تلهمهم منتجات الجهة. لم أفهم قصدها بالتحديد، لذا نصحت نفسي بالتريث قصد اكتشاف معدنها. بدأت أسألها عن الهندوراس التي اشتهرت نتيجة خوضها لأغرب حرب في التاريخ الحديث مع جارتها السلفادور( حرب كرة القدم ).
سايرتني في الضحك والإفتعال باد عليها،ثم بدأت تتجاهل أسئلتي. قلت مسكينة، ربما أنهكها الواقع هنا وهناك، وأنا البليد الذي يريد إحياء المآسي في ليالي خرونا المثير.
بدوري أخذت نصيبي من الصمت الذي قد يخفف، عني وعنها، ثقل الأسئلة في فضاء ينصح إلهه ” باخوس ” بإحترام شريعته. فتذكرت أنصار ملته،بطنجة الفاتنة اللعينة، من شكري إلى الروبيو. تذكرت الكثير والكثير، لكن آفة الزمن حولت الذكرى إلى سراب.
استفقت على وقع كلمات منعتني من صنع حلمي وترتيب ذكرياتي. كلماتها وهي تقول بنبرة حزم: هل ترغب في شيء قبل إغلاق الحانة؟.كلمات أفسدت بنيان مخيالي الذي تاه في عرش السماوات والأرض. فعدت من جديد إلى الوهم القديم. أتأمل حركاتها، وجهها،قوام قدها،وما يثير وما قد يثير! .
يا لتعاستي، الهندوراسية تعي كيف تعيش لحظاتها بإتقان صحبة السكارى. أما المعتوه، الذي هو أنا بالطبع، يبحث عن المنفذ الذي يمكنه من استدراجها إلى الأحضان الدافئة في غربة مذاقها مر.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار