ماسين: نضال أدبي لأجل الهوية الأمازيغية”… بقلم الأستاذ جمال الغازي
بقلم الأستاذ جمال الغازي – جريدة البديل السياسي
ماسين: نضال أدبي لأجل الهوية الأمازيغية”
محمد الهاشمي، المعروف بلقب “ماسين”، هو أحد الأسماء اللامعة التي تألقت في المشهد الثقافي الأمازيغي المعاصر.
ولد عام 1984 في منطقة الريف المغربي، حيث استلهم من بيئته الأصيلة روح النضال والإبداع التي غذتها هويته الأمازيغية العريقة.
منذ صغره، تشبع ماسين بقيم الثقافة الأمازيغية، وبدأ منذ ذلك الحين مسيرته التي كرَّسها للنهوض بلغته الأم عبر أنشطة ثقافية، أدبية، وأكاديمية، محافظا على تراثه الأصيل وحاملا مشعل الهوية.
نشأ ماسين في كنف قبيلتي آيث بويفرور وآيث شيشار في الريف المغربي، حيث وجد نفسه محاطا بإرث ثقافي غني، شكل قاعدة عميقة لانطلاقه. في سنواته الأولى بإعدادية محمد الزرقطوني، كان للبرنامج الإذاعي الأمازيغي “إوارن ذي رميزان” أثر كبير في تشكيل شخصيته الأدبية، إذ ألهمه للبدء في كتابة الشعر الأمازيغي كتعبير عن هويته.
وسرعان ما أصبحت الكتابة الأمازيغية وسيلته الأولى للبوح بأحلامه وطموحاته وترسيخ جذوره.
أثناء دراسته بثانوية طه حسين، أسس ماسين مع أصدقائه نادي “إثري أومحضار”، وكان ذلك النادي بوابة لتفعيل الهوية الأمازيغية في الوسط الطلابي. أشرف ماسين على تنظيم أنشطة ثقافية وفنية متعددة، إلى جانب إصدار مجلة حائطية لتشجيع الطلاب على الاهتمام بالثقافة الأمازيغية. لم تقتصر أنشطته على المدرسة، بل انخرط في أنشطة دار الشباب بأزغنغان، حيث عمل مع جمعيات مثل “أزغنغان” و”إحنجارن نوزغنغان”، مما أكسبه خبرات غنية في العمل الجمعوي. كما تطوع في تنظيم المخيمات الصيفية للأطفال، ليعزز من دوره في نشر الوعي الجمعوي والعمل على إرساء قيم الانتماء لدى الأجيال الصاعدة.
في عام 2003، التحق ماسين بجامعة محمد الأول بوجدة لدراسة القانون الجنائي والعلوم الجنائية، وحصل على إجازة في هذا التخصص. إلا أن شغفه الحقيقي بالثقافة الأمازيغية دفعه للالتحاق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في نفس الجامعة، لدراسة اللغة والثقافة الأمازيغية، حيث كان من أوائل الخريجين الحاصلين على إجازة في الدراسات الأمازيغية. ورغم انشغاله بالعمل الإداري، استمر في مسيرته الأكاديمية، حيث حصل على شهادة الماستر في الأدب والثقافة الأمازيغية تحت إشراف الدكتور الراحل حسن بنعقية، ليكون بذلك ضمن أول فوج يتخرج في هذا التخصص الجديد.
أصدر ماسين مجموعة قصصية بعنوان “مارتشيكا” في عام 2012، بالتعاون مع جمعية آيت سعيد للثقافة والتنمية. كما ساهم بقصص قصيرة باللغة الأمازيغية ضمن إصدار جماعي لرابطة الكتاب الشباب في الريف، مما يعكس التزامه الأدبي الثابت بالكتابة الأمازيغية وله عدة مساهمات في انشطة كلية سلوان الثقافية، فأعماله الأدبية لا تقتصر على المحتوى القصصي فقط، بل تمثل أيضا تجسيدا لهموم وآمال مجتمعه، ومناصرة لقيم الهوية الأمازيغية.
يقول في شخصه الأديب الاستاذ عبد الواحد خمخم: “سيدي محمد ماسين من خيرة الأدباء وزينة الشعراء حفظه الله بما حفظ به الذكر الحكيم وبارك في عمره وأرضاه في الصالحين المصلحين الطيبين الطاهرين الأشراف” تعد مسيرة محمد الهاشمي، المعروف بماسين، نموذجا يحتذى به للنضال الثقافي والأدبي، إذ يجمع بين الطموح الأكاديمي والالتزام الجمعوي لتعزيز اللغة الأمازيغية.
بفضل جهوده التي لا تعرف الكلل، ترك بصمة مؤثرة على الصعيدين الثقافي والأكاديمي، ليبقى مثالا متألقا للشباب من اجل الدفاع عن الهوية الأمازيغية والحفاظ على تراثها.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار