عبد العزيز اشركي: موسوعة الإبداع والإنسانية. بقلم الاستاذ جمال الغازي
بقلم الأستاذ جمال الغازي – جريدة البديل السياسي
عبد العزيز اشركي: موسوعة الإبداع والإنسانية.
عبد العزيز اشركي هو نموذج للشخصية المتواضعة والمبدعة التي تجمع بين الأصالة والتجديد.
رغم انتمائه إلى عائلة عريقة ومحافظة، عُرفت بالعلم والفقه والقضاء، إلا أن تواضعه الشديد يمنعه من الاعتراف بجوانب عدة من تميزه.
هو إنسان لا يعتبر نفسه مثقفًا أو مناضلا أو سياسيا أو فنانا، لكنه في الحقيقة موسوعة إبداعية متكاملة، تتقاطع فيها الفنون والآداب والتجارب الإنسانية العميقة. وُلد عبد العزيز اشركي في مليلية، ونشأ في الناظور، حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الحسن الثاني، ثم انتقل إلى إعدادية الكندي.
خلال فترة شبابه، عانى من الظروف القاسية التي شهدتها مدينة الناظور خلال أحداث 1984، وهو ما دفعه للسفر إلى الرباط بمفرده. كان هدفه مواصلة دراسته الثانوية، لكن تلك الفترة كانت مليئة بالتحديات، أبرزها رفض مدير ثانوية ابن خلدون .
لكن إصرار عبد العزيز على حقه دفع المدير أخيرا إلى قبوله بعد محاولات مستمرة. بفضل عزيمته القوية، تفوق في دراسته الثانوية وحصل على شهادة الباكالوريا بميزة، ليكون الوحيد بين زملائه الذي نال هذا الشرف.
المفارقة أن المدير الذي رفضه في البداية دعاه لاحقا إلى حفل التكريم، إلا أن عبد العزيز رفض الحضور كنوع من الرسالة الصامتة تعبيرا عن موقفه.
بعد حصوله على الباكالوريا، التحق عبد العزيز بجامعة محمد الخامس، حيث درس الحقوق، وكان من المقرر أن يتبع خطى أسرته ليصبح قاضيا مثل والده وجده، أو قائدا مثل خاله.
غير أن ميوله الروحية والأدبية كانت تجذبه إلى عالم الفن والأدب. رغم تطلعه إلى الهجرة لتحقيق ذاته في المجالات الفنية والأدبية، اضطرت ظروف مرض والدته إلى البقاء في المغرب والعودة إلى الناظور، حيث اشتغل لفترة من الزمن ككاتب عام في إحدى الجماعات المحلية.
هذا الوضع جعله يشعر بالإحباط، حيث ابتعد لسنوات عن اهتماماته الإبداعية والفنية وحتى الرياضية، إذ كان متميزا في كرة القدم خلال شبابه. ورغم أن الوظيفة العمومية سرقت جزءا من عمره وأحلامه، إلا أن عبد العزيز لم يندم على تقديم هذا التنازل، إذ رأى فيه سبيلا لنيل رضا والديه.
عبد العزيز اشركي لا يملك فقط موهبة في الأدب والفن، بل إن شخصيته تجمع بين التواضع والقوة الداخلية.
فهو اديب ، شاعر، رسام، وملحن، يحمل في داخله إبداعا مستمرا، لكن تواضعه يمنعه من الافتخار بما أبدعته قريحته واحساسه . التواصل الافتراضي كان وسيلته لفتح كنوز قلبه وإظهار ما كان يخفيه لسنوات طويلة. إلى جانب مواهبه الفنية، عبد العزيز اشركي أديب متميز يمتلك حرقة عميقة على مدينته الناظور.
يحمل همومها الثقافية والاجتماعية في قلبه، ويسعى دائما إلى رفع شأنها من خلال أعماله الأدبية والفنية. صفحته على موقع فيسبوك تعد منبرا أدبيا جذابا وثقافيا نشطا، يشارك من خلالها أفكاره وأشعاره وخواطره مع جمهوره، مسهما في إغناء المشهد الثقافي، وتوطيد الروابط بين أبناء وطنه داخله وخارجه صديقي عبد العزيز، الذي كانت مسيرته حافلة بالتحولات، يعترف دائما بفضل زوجته التي دعمته خلال رحلة حياته، ووقفته إلى جانبه في رعاية والديه حتى رحيلهما.
هو أيضا أب لثلاثة أبناء يراهم زينة حياته ودافعا للأمل. عبد العزيز اشركي هو إنسان لم ارى مثله في خلقه وشعوره العسلي الطاهر النقي منذ تعرفي به ، حينما أتحدث معه واحتضنه في جلساتنا أشعر بالدفئ والصدق والوفاء ، متواضع جدا يخفي وراء تواضعه كنوزا راقيا لا ينضب.
مسيرته الحافلة بالتحديات والصعوبات لم تمنعه من تحقيق نجاحات وإنجازات ملموسة في مختلف المجالات.
هو شخصية ذهبية ناصعة تجمع بين الأصالة والإبداع، بين الوفاء والإخلاص، يعد نموذجا يحتذى به في البر للأسرة والتفاني في العمل، مع حفاضه على الحس الفني والأدبي الذي يميزه . لذلك انت عزيز يا عبد العزيز !
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار