تقارير مقلقة…أطفال المغرب طموحهم يقتصر على مغادرة البلاد أملا في بلوغ الفردوس المفقود.

جريدة البديل السياسي- فؤاد جوهر.

بكل أسف وتحسر، إقتصر طموح أطفال في عز الزهور على مغادرة البلاد صوب الضفة الأخرى للبحث عن عيش كريم حسب المتصور لدى شريحة واسعة من فئات تقل أعمارهم عن 18 سنة حاورتهم جريدة البديل السياسي باقليم الناظور.

وكشف أطفال صغار رغبتهم الملحة لترك البلاد والتوجه الى اوروبا بكل السبل المتاحة ولو كان فيها مغامرة بركوب قوارب الموت عبر السواحل المتوسطية القريبة منهم لإنتشال عائلاتهم من الأوضاع التي إزدادت بؤسا مع موجة الغلاء التي لحقت بكل شيئ.

عمر ذو 15 ربيعا، أقر لجريدة البديل السياسي بأن الدراسة لا تعني له شيئ بالرغم من نتائجه الجيدة، وحكى بقساوة كيف يعاني أخواه مع شبح البطالة المخيف، وكيف يصرخ الأب عليما بالبحث عن العمل بشكل يومي في أفق مظلم وإنعدلم فرص العمل.

وصرح “أنور” وهو تلميذ في السنة التاسعة إعدادي أنه لا يرى أي مانع في ركوب زوارق الموت والتي تبقى أفضل له، حسب ظنه لإنقاذ عائلته من براثين الفقر والحرمان والتكاليف الباهظة التي يواجهها والده بدءا من الكراء وكثرة المصاريف المرهقة.

وسجلت الجريدة بكل تحسر نماذج كثيرة لأطفال صغار رأوا في المغرب صورة قاتمة عن الوضع المستقبلي لهم في البلاد، متأثرين بتحسن الأحوال عند العديد من المهاجرين السريين سبقوهم إلى الضفة الأخرى وغير مهتمين بالتحصيل المعرفي والبحث عن تحقيق ذواتهم ومستقبل زاهر بالوطن الأم

. الوضع المزرى في مناطق الشرق يدق ناقوس الخطر خصوصا مع إرتفاع مؤشر البطالة إلى مستويات عالية جدا، مع وضع حد لمنابع التهريب المعيشي التي كانت تستقطب فئات واسعة، وإنكماش الأوضاع الإقتصادية وتراجع مؤشر الرواج التجاري، ما خلق بؤسا غير مسبوق، وفقدان أمل عند مجمل العائلات في الريف.

ولم يهضم نشطاء السكون التام للحكومة المغربية تجاه الأوضاع في مناطق الشمال الشرقي التي تعاني الأمرين في ظل تواجد حكومة مشلولة يائسة وعاجزة عن إيجاد حلول لسواعد الأمة التي تغامر وتمخر عباب البحر أملا في بلوغ الفردوس الأوروبي.

وكانت دعوة جماعية في الفضاء الرقمي قد دعت إلى هجرة جماعية لمغادرة الوطن إنطلاق من الفنيدق لبلوغ سبتة السليبة، في صور تم تداولها بشكل كبير قزمت من الأداء الحكومي والوعود التي صكها الحزب الفائز في الإنتخابات الأخيرة للمغاربة، خصوصا في مجال الشغل الذي يبقى حقا وواجبا وشرف نص عليه الدستور المغربي وكل المواثيق الدولية.