جريدة البديل السياسي : نورالدين عمار.
خلفية القضية في واقعة غير مسبوقة، صرح قائد المقاطعة الأولى بعدم اعترافه بالصحافة كسلطة رابعة، وذلك خلال لقاء مع ممثلي بعض المنابر الاعلامية لاستجلاء تفاصيل حول قضية احتلال الملك العمومي.
هذا التصريح جاء في سياق شكاية تقدم بها أحد سكان تجزئة المستقبل بسيدي بنور، تتعلق باحتلال الرصيف من قبل مقهى ومحل لبيع المواد الغذائية وهما في ملكيت المشتكى به .
الشكاية، التي تم تقديمها في 22 أبريل 2024، تبرز استغلال الرصيف بالكامل عبر وضع حاجز حديدي يمنع المارة من استخدامه كما هو مبين في الصور.
الشكاية تشير بوضوح إلى أن المشتكى به قام بتعدٍ صارخ على القوانين المحلية، مما يعرض سلامة المارة للخطر، حيث باتوا مضطرين لاستخدام الطريق العام. ورغم تنبيهات سابقة للسلطة المحلية بشأن هذا الخرق، يلاحظ تهاونًا عامًا من قبل الجهات المعنية في اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأثناء التواصل مع السيد القائد المحترم ، أبدى استغرابه من دور الصحافة، حيث قال: “يمكن للجرائد كتابة ما تشاء حول الخروقات، لكنني لا أعتبر أخبار بعض وسائل الإعلام الدولية موثوقة.”
هذا التصريح يثير تساؤلات جوهرية حول موقفه من الإعلام المحلي والوطني ويدل على عدم تقديره واحترامه لدور الصحافة في توثيق الحقائق ومتابعة إخلالات بعض المسؤولين كسلطة رقابية وتحسيسية مكملة لمهام باقي السلط في كشف بعض الحالات الشاذة التي تثير غضب و امتعاض رعايا صاحب الجلالة و التي غالبا ما تتفاعل معها باقي السلط إيجابا لأن الغاية واحدة و الهدف واحد تكريس القانون وتطبيقه من طرف الجميع دون أي تمييز بين رعايا صاحب الجلالة.
جواب السيد القائد المحترم يطرح مجموعة من الأسئلة الملحة: *هل يحق لقائد المقاطعة تجاهل دور الصحافة في رصد الخروقات؟
ما هي السبل الممكنة لمعالجة مشاكل الملك العمومي إذا كانت السلطات ترفض الاعتراف بدور الإعلام؟
إن موقف القائد يسلط الضوء على القلق المتزايد بشأن الشفافية والمساءلة في العمل الحكومي. كما أنه يؤكد على أهمية الصحافة كأداة للتغيير الاجتماعي، مما يتطلب تقديرًا واحترامًا أكبر من المسؤولين.
ولابأس أن نذكر السيد القائد المحترم الذي أبان عن عدم إحترامه للصحافة و حرية التعبير ومعه السيد الباشا بما قاله صاحب الجلالة في خطابه للأمة سنة 2002 حول أهمية الصحافة: “”وإن أملنا لكبير في أن يتمكن مشهدنا الإعلامي الوطني من بلوغ المستوى الخليق ببلادنا من خلال تضافر جهود وموءهلات الجميع وإدراك حقيقي لدور الإعلام ومكانته في تنشيط الحياة الديمقراطية الوطنية.
انتهت كلمة صاحب الجلالة التي تنوه بأهمية ودور الاعلام الذي يبخسه اليوم بعض رجال السلطة بسيدي بنور يجدر بالذكر أن مهنة الصحافة في المغرب تحكمها مجموعة من القوانين، مثل القانون 88.13 المتعلق بالصحافة والنشر، الذي يضمن حق الصحفيين في الحصول على المعلومات ونشرها، ويعزز حرية التعبير.
كما ينص الدستور المغربي على أهمية هذه الحقوق في دعم الديمقراطية ومراقبة السلطات. أما بخصوص تقديم نشرة إلى السيد الباشا تتضمن مغالطات وأكاذيب لا علاقة لها بالموضوع فهذا الأمر يعد إساءة للحقل الإعلامي في سيدي بنور، حيث تلتزم هذه المنابر الإعلامية بنقل الأخبار المحلية بصدق وأمانة، دون تملق أو تزييف للحقائق.
إن تصريحات قائد المقاطعة الاولى تعكس عدم فهم لدور الإعلام كسلطة رقابية، مما يستدعي إعادة تقييم العلاقة بين السلطات المحلية والصحافة. تعزيز هذه العلاقة ضروري لضمان الشفافية وحماية الملك العمومي وسلامة المواطنين.
مع استمرار قضايا احتلال الملك العمومي في التفاقم، يبقى دور الصحافة محوريًا في متابعة هذه الانتهاكات، مما يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة في جميع مستويات الإدارة المحلية.
سوف نتطرق إلى مواضيع أخرى وبالتفصيل لما يقع بمدينة سيدي بنو من احتلال للملك العمومي والبناء العشوائي ومواضيع أخرى تهم كل الخروقات الاختلالات بالمدينة وموضوع مفصل حول تعامل بعض رجال السلطة مع رعايا صاحب الجلالة نصره الله خلال استقبالهم في مكاتبهم لأننا نتوفر على تصريحات حصرية ومهمة عن هذه الوقائع ولينا ما يكال في هذا الموضوع كما أن يدنا تبقى ممدودة للمساهمة في كل ما يخدم الصالح العام فدورنا ليس التطبيل و التهليل إنما تنوير الرأي العام المحلي والوطني.
تعليقات
0