منبر البديل السياسي

ما سر لجوء المنتخبين ورؤساء المصالح إلى الشعوذة والتنجيم؟

جريدة البديل السياسي 

أصبت بالذهول وأنا أقرأ خبرا عن ساحر ومشعوذ ومشعوذة بالناظور  هما الأشهر في الإقليم ، والذان  أصبحا منزلهما مكانا يؤمّه كبار المسؤولين في الإقليم  ، من سياسيين ومحامين ومنتخبين ، ومن الراغبين بخوض الإنتخابات النيابية، ويتفاخر هذان الساحران بقدراتهما الخارقة .

ليست المرّة الأولى التي نسمع فيها عن مثل هؤلاء، حتى أنّ أمثالهم موجودون في  الإدارات العمومية كرؤساء مصالح  بهم كثيرا، ومنهم محامي معروف بالناظور بزيارته لمشعوذة بجوار نيابة التعليم بحي لعري الشيخ والعديد من المنتخبين ، التي بات حكّامها أسرى لهؤلاء المشعوذين السحرة .

المشعوذ المذكور يتفاخر بنبشه للقبور واستخدام مخّ الميت في أعماله، ويشير إلى انّه دائما يستقبل العديد من كبار المسؤولين إلى الحدّ الذي استقبل فيه أكبر البرلمانيين ، كما قال، مشددا على أنّ أعماله السحرية تنجح بصورة كبيرة، وكثيرا ما حقق أشخاص النجاح في الإنتخابات الجماعية والبرلمانية لأنه ساعدهم من خلال سحره .

من الواضح أننا كأمّة نعيش في عالم مليء بالسحر وأعمال الشعوذة، وما تمارسه بعض الأنظمة بحقّ شعبيتها لا يختلف عن هؤلاء المشعوذين، يحكمون شعبيتهم بالطلاسم والكلام غير المفهوم، حتى وصلنا إلى مرحلة بتنا نعتقد بأنّ هؤلاء المنتخبون منزلون ولا يجوز معارضتهم أبدا، خوفا من انقلاب السحر على الساحر .

يا لنا من شعب غارق في أتون الجهل والتخلّف، حين نشعر في كثير من الأحيان بأننا مجرّد قطيع خراف في مرعى السلطة السياسية، وما علينا سوى ترديد .. بااااااااااااااع ! حتى أغلبية البرلمانات حين تقوم بالتصويت على قرار أو قانون بالإجماع، يأتي الصوت ؛ إج باااااااااع !

قصّة الساحر الذي كشف حقائق مذهلة وبكل وضوح، قد تكون موجودة في معظم المناطق ، وأبطالها نفر من القيادات والزعامات، التي تؤمن بصورة مجنونة بالسحر والشعوذة، ويا ليت هؤلاء استعانوا بالمشعوذين لأجل رفاه أو على الأقل استشارتهم فيما يتعلق بإمكانية العمل على تقريب الإدارة من منازلهم .

بالمناسبة ؛ بما أننا أمّة تجرّ الخيبات والفشل ؛ هل يمكن لنا الإستعانة بالسحر والشعوذة بديلا عن الجيوش العربية، والتقدّم لتقريب الادارة من منازل المواطنين دون أن نخسر شيئا ؟ وهل يمكن لهذا السحر واستخدام مخّ الموتى أن يعيد الحقوق لأصحابها، ويصبح رئيس الجماعة او برلماني في خبر كان او المحامي يربح القضايا في المحاكم  ؟

في عالمنا العربي، وفي ظلّ أنظمة تمارس الدجل والشعوذة، بات كلّ شيء ممكنا، وأعتقد بأنّ العديد من المنتخبين ورؤساء الجماعات والبرلمانيين يراقبون المشعوذ عن كثب، لعلّهم يستعينون به في قابلات الأيام، والتي ستكون حبلى بمفاجآت كبيرة قد تزلزل الأرض من تحت أقدامهم، وخاصة تلك ا التي اختارت طريق نحو الجلوس على كرسي الجماعة والنهب والسرقة .

أشعر بخيبة أمل كبيرة، تجاه هذا الحال الذي وصلنا إليه، والخيبة أكبر حين الحديث عن تحكّم ساحر بمسؤوليه وقادته، وكأنه أصبح المستشار الأمين المخلص لهم .

وبتنا في عالم تسوده شعوذة وسحر وطلاسم سياسية من نوع آخر، وما زلنا حتى اللحظة نفتح أفواهنا ونقول .. بااااااااااااااااااع !

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار