عيد العرش .. عفو ملكي “استثنائي” يعكس عمق الرحمة التي لا تخضع لأي ضغط خارجي
جريدة البديل السياسي
شكل العفو الملكي لهذه السنة بمناسبة الذكرى الفضية لعيد العرش حدثا استثنائيا، حيث قرر الملك محمد السادس أن تكون هذه المناسبة فرصة لإدخال الفرح والسرور إلى قلوب عدد كبير من المدانين والمعتقلين وعائلاتهم، وبعث برسالة قوية تؤكد أهمية قيمتي الرحمة والمغفرة في المجتمع المغربي.
وأصدر الملك محمد السادس، اليوم الاثنين، عفوه عن مجموعة من الأشخاص، منهم المعتقلين ومنهم الموجودين في حالة سراح، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة الشريفة وعددهم 2460 شخصا، بينهم الصحافيون توفيق بوعشرين، وسليمان الريسوني، وعمر الراضي، والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي رضا الطاوجني، ويوسف الحيرش.
ويبرز هذا العفو الملكي الرعاية المستمرة التي يوليها الملك محمد السادس لشعبه، بما في ذلك المعتقلون والمدانون، ويعكس حرصه على تعزيز مبادئ التسامح والرأفة، بالإضافة إلى منح فرصة ثانية للمحكوم عليهم. كما يبعث برسالة قوية حول أهمية الرحمة والمغفرة، وهما قيمتان تعززان النسيج الاجتماعي وتعززان التناغم داخل الأمة.
وتعكس هذه المبادرة الملكية الطابع الإنساني والسيادي الذي يتجاوز الظروف العابرة، وتشكل ثمرة لثقافة المصالحة والرحمة المتجذرة في تاريخ المملكة العريق. كما يعبر هذا التوجه الملكي عن السيادة المغربية ويعكس عمق الرأفة والرحمة التي لا تخضع لأي ضغط خارجي.
وعلى عكس ما تروج له بعض الأطراف، يرى محللون أن هذه المبادرة الملكية لا تشكل بأي حال نتيجة لضغوط أو ابتزاز، بل هي تعبير عن الإرادة الشخصية للملك في رؤية المستفيدين يجتمعون مع عائلاتهم، بشرط أن يكونوا جديرين بذلك من خلال بدء حياة مدنية مسؤولة والعمل على الدفاع عن القضايا المقدسة للأمة.
في سياق متصل، لا يؤثر العفو الملكي بأي شكل من الأشكال على حقوق الغير، بل يقتصر فقط على الجريمة أو العقوبة المحددة. كما لا يمنع العفو من متابعة النظر في الجرائم الأخرى أو تنفيذ العقوبات المتعددة، سواء كانت مضافة أو متصلة، مهما كان نوعها أو درجتها أو الترتيب الذي صدرت فيه. بالإضافة إلى ذلك، لا يلغي العفو الملكي بأي حال من الأحوال مسؤوليتهم عن التهم التي قضوا عقوبتهم بسببها.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار