الرواقية، مقولات فن العيش… إعداد الأستاذ عبد المجيد طعام
جريدة البديل السياسي
الرواقية، مقولات فن العيش
المقولة الخامسة : ” “الإنسان لا يمكنه تحقيق ما يتجاوز حدود قدراته.”
إعداد عبد المجيد طعام
في القرن الثالث قبل الميلاد بالإغريق القديمة نشأ المذهب الرواقي ، وريث الفلسفة الأفلاطونية .ليست الرواقية مذهبا فلسفيا تجريديا ، وإنما تعتبر فنا من فنون العيش ، إن فهم العالم بالنسبة للرواقيين ما هو إلا المرحلة الأولى في اتجاه الهدف الحقيقي من وجودنا وهو تحقيق السعادة . سنحاول أن نفهم الرواقية عن قرب من خلال عشر مقولات تمثل المفتاح السري لحياة حكيمة وسعيدة في هذه الفلسفة,
الرواقية هي فلسفة الوضوح ، أن تكون واضحًا يعني أن تعقلن رؤيتك للحقيقة ،دون أن تعكس عليها أضواء أمانيك أو ظلال ملاحظاتك. إن تصورنا للممكن ولغير الممكن يحمل في غالب الأحيان بصمة تشاؤمية، قد نعلن عن فشلنا قبل أن نبدأ، ونهزم أنفسنا قبل أن نمنحها فرصة النجاح ، لكن الرواقية تريدنا أن ندرك تلك المسافة بين ما يبدو لنا ممكنًا وما هو فعلاً ممكن. هذه المقولة نداء للوعي بقدرتنا على الفعل ، وإدراك صعوبة تغيير ما لا نتحكم فيه. ليست الفلسفة الرواقية فلسفة سلبية تجاه الأحداث، وإنما هي فلسفة الفعل الواعي الذي يميز بين ما لا نتحكم فيه ولا نستطيع تغييره، وبين ما نتحكم فيه ويمكن تغييره.
نحاول الان أن نحلل المقولة الخامسة من خلال النظر في الجوانب التالية:
- الإمكانات الكامنة: تؤكد المقولة على أن كل ما يمكن للإنسان تحقيقه يعتمد على قدراته الذاتية. لا يوجد هدف يمكن للإنسان تحقيقه يتجاوز حدود قدراته.
- التحديات والإنجازات: تكون الأهداف الكبيرة والصعبة ضمن نطاق قدرة الإنسان ، إذا توفرت فيها إمكانية التحقيق ، هذا يعني أن الإنسان يمتلك القدرة اللازمة لتحقيق ما يبدو مستحيلًا أو صعبًا.
- الوضوح والعقلانية: تدعو الرواقية إلى النظر إلى الواقع بطريقة عقلانية ومنطقية، دون التأثر بالأماني أو الخيالات. تعزز هذه المقولة فكرة الفعل الواعي المستند إلى فهم صحيح لقدراتنا.
- الفعل الواعي: تميز الفلسفة الرواقية بين ما يمكن تغييره وما لا يمكن تغييره. هذا التمييز يساعد الإنسان على التركيز على ما يمكنه فعله والعمل بفعالية ضمن حدود قدراته.
- الإيمان بالقدرات الذاتية: المقولة تدعو إلى الثقة بالنفس والاعتماد على القدرات الذاتية ،على الإنسان أن يؤمن بقدراته وإمكاناته لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها.
- التفاؤل الواقعي: تعزز المقولة فكرة التفاؤل الواقعي. بدلاً من أن يستسلم الإنسان للتشاؤم أو يستسلم للخوف من الفشل، عليه أن يدرك أن كل ما يمكن تحقيقه هو ضمن حدود قدرته وإمكاناته.
- تحقيق الأهداف الصعبة: تشجع المقولة الإنسان على مواجهة التحديات والصعوبات بثقة، إذ أن وجود القدرة على تحقيق شيء ما يعني أن هذا الشيء ليس مستحيلاً أو بعيد المنال. على الإنسان أن يعمل بجدية وإصرار لتحقيق أهدافه، مع الإيمان بقدراته.
- التخطيط والعمل الجاد: على الإنسان أن يخطط بشكل جيد وأن يعمل بجدية لتحقيق أهدافه، مستندًا على فهم صحيح لقدراته وإمكاناته.
- التغلب على التشاؤم والخوف : التغلب على التشاؤم والخوف من الفشل ، والإيمان بالقدرة الذاتية يساعد الإنسان على مواجهة التحديات بثقة وإيجابية.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار