وضعيــــــــــــــــــــــة الحديـــقــــة . بقلم الاستاذ محمادي راسي

بقلم الاستاذ محمادي راسي – جريدة البديل السياسي 

وضعية الحديقة 

“”””””””””””””””””””

الحديقة هي أرأى بذكرها ، لأنها رئة المدينة التي تصفي هواءها ، وقلبها النابض الذي ينعشها ، واللوحة الفنية الطبيعية التي تمنحها مسحة جمالية ،وتزين وسطها وفضاءها وجنباتها..هي بمثابة واسطة العقد …ولكن ؛ كل مساء تحل بها الكلاب الضالة والبغال والحمير والغنم ،فتقتلها وتشوه منظرها ، زيادة على الذوط من الناس والمتهورين الذين يتناولون الشيشة وما يشبهها …

حديقة بني انصار عبارة عن كوليزيوم للقمار والشيشة وأشياء أخرى . ومسرح للامعقول …..ومراغة للدواب والكلاب ، وفندق للمشردين والمتسكعين واللصوص ، ومرحاض للمارين والعابرين ، وملعب للأطفال ، ومكان للعاشقين ، ومشتل لغرس وزرع الكراسي والموائد في عقرها وجنباتها ، ـــ دون ذكر اللاقط الهوائي ـــ ، وموسم الغرس بدايته من فصل الربيع إلى نهاية الخريف ، وسوق للتجارة ، ومحطة ليلية ل ……؟؟؟؟ أما الغلات فهي بغبغة العشب وقتله ، وجعل أرضية الحديقة قاحلة ماحلة ، يسودها الضجيج ؛ إزعاج الساكنة بأصوات مزعجة مقلقة إلى الفجر ، وتلويث البيئة والمنازل بدخان الشيشة …..؟؟!!.

الحديقة ضيعة شاسعة ،رغم الآبار الثلاث فهي حرى ، بتضعيف الراء،والفساقي جافة تعمرها الرتيلاوات والنواميس والذبان والعناكب والجعلان ….وضعيتها متردية ، بعلة سوء التسيير والتدبير، والإهمال من حيث رعايتها وإصلاحها وتنقيتها وتهذيبها وتشذيبها وتقليمها وتشحيلها ،وهلم هملا وإهمالا وغفولا وإغفاء وسهوا ونسيا ونسيانا….

قيل؛ كما تزرع تحصد / من يزرع الشوك لا يحصد به العنبا ، (يقال قطف العنب لا حصده) ، “ولكنه وضع الحصد بإزاء الزرع ” ،والذي يزرع الرياح يحصد العواصف ، والذي يزرع الشوك لا ينتظر أن يقطف الورد .