سحاب السلطان / قصة قصيرة… بقلم الأستاذ عبد المجيد طعام
جريدة البديل السياسي :
سحاب السلطان / قصة قصيرة
بقلم الاستاذ عبد المجيد طعام
يحكى في قديم الزمان أن السلطان استيقظ بعد أن توسط قرص الشمس السماء ، أطل من شرفة القصر البديع على حديقته الغناء لكن أشعة الشمس منعته من رؤية خضرة الأشجار و زرقة المياه ، فاستشاط غضبا و طلب وزير السحاب على استعجال و بفورة العاصفة الهوجاء صرخ في وجهه :” أين السحاب يا وزير السحاب ؟ أين السحاب ؟ أريده أن يحجب أشعة الشمس اللعينة …إنها تؤذيني و تؤذي أشجاري ..و أسماكي …”
انحنى وزير السحاب إلى أن لامس أنفه التراب فأجاب :” سيدي و مولاي يا صاحب العزة و المقام العظيم ….لقد بعنا محصول سنتين من السحاب …نعم يا مولاي لقد بعنا السحاب…”
هدأت عاصفة السلطان و سأل وزيره :” لمن بعتم سحابي ؟ و بكم ؟؟”
رفع وزير السحاب أنفه عن التراب لتستقر عيناه على قدمي السلطان و أجاب :” سيدي ومولاي يا صاحب العزة و المقام العظيم…لقد بعنا السحاب للفرنجة من أهل الكتاب… سيدي ومولاي ..منحونا مقابل محصول سنتين من السحاب شكلاطة سويسرية و شامبانيا و عطورا فرنسية, و أجبانا هولندية ,وأوساكا اسكتلندية, و أضافوا سجائر كوبية…”
برقت عينا السلطان … نظر إلى الشمس بإعجاب وعلت شفتيه ابتسامة الانتصار على الفرنجة من أهل الكتاب و قال لوزيره:” جميل…
و لكن لماذا لم تطلبوا نساء مقابل شيء من السحاب ؟؟ألا أستحق الجواري من بني الأصفر ؟؟
ألا تشعر بي رعيتي ؟؟ ألا تقدر الانتصارات التي أحققها ، إنني أحقق الانتصار تلو الانتصار على أهل الكتاب ؟؟ ألم يلاحظوا أن حريم السلطان يشكو من ندرة الكتابيات الجميلات؟؟ ”
مرة أخرى أنزل وزير السحاب أنفه ليلامس التراب و قال بكثير من الخشوع:” سيدي ومولاي يا صاحب العزة و المقام العظيم….يسعدنا و يسعد رعيتك أن تجامع كل كتابيات الأرض …جماعك لهن مفخرة لنا وانتصار لقيمنا… واستعادة لمجدنا…..لكن يا مولاي .. الفرنجة يرفضون أن تسبي نساءهم ، مقابل ما تجود به من سحاب وذهب …”
نظر السلطان شزرا إلى وزير السحاب و بدت ملامح عاصفة جديدة تفور على وجهه ، فأمره بأن يجمع كل الوزراء و رؤساء الدواوين وجنيرالات الجيوش ، وأقسم بأن يمتطي كل ليلة عشر كتابيات انتقاما لكرامة رعيته وإن منح الفرنجة كل السحاب و الذهب والقمح والماء… وكل نساء مملكه …
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار