جريدة البديل السياسي |البديل الوطني

الناظور … جماعة أركمان خارج التغطية والسكان يعانون الإهمال والتهميش

38392118_1068423619991377_1695011828368670720_n

جميلة عواد – جريدة البديل السياسي :

الجماعة الترابية لأركمان التابعة لعمالة لعمالة اقليم الناظور  رغم تواجدها على مشارف البحر الابيض المتوسط و بموقعها الساحلي والاستراتيجي المتميز ومؤهلاتها الفلاحية الضخمة التي تمتاز بها، فإن ذلك كله لم يشفع لها لتنال ولو جزء بسيط من حظها في التنمية، ورغم بلوغ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنتها الأخيرة، فإن هذه الجماعة لازالت خارج التغطية، ولا أدل على ذلك، ما تعانيه من فقر مدقع وتهميش فظيع وإقصاء يفوق كل التصورات.

 من بين الإشكالات العويصة التي تعانيها ساكنة جماعة اركمان، الانعدام التام للمراكز الاستشفائية الا مركز صحي لا اساس له من الصحة ، إذ كيف يعقل أن جماعة أركمان بموقعها الجغرافي، لا تتوفر على أي طاقم طبي يخفف من معاناة السكان وآلامهم، الأمر الذي يجعلهم يقاسون الأمرين جراء هذا الوضع المزري، حيث يضطرون، من أجل العلاج أو إجراء فحوصات طبية، التنقل إلى المستشفى الحسني بالناظور، أو الرجوع إلى كتب ابن سيناء قصد العلاج بالطب التقليدي أو الرقية الشرعية على مقاس بعض المشعوذين.

 ونظرا للأوضاع الكارثية التي تعيشها الجماعة في فصل الشتاء على الخصوص، حيث لا يظل أمام سكان المنطقة سوى الاستسلام للأمر الواقع وملازمة الفراش في بيوتهم منتظرين الفرج، أما النساء الحوامل اللائي يفاجئهن المخاض، فيكون أهلهن مضطرين لحملهن الى المستشفى الحسني بمدينة الناظور ، كلها مخاطر للوصول إلى المستشفى ،  في ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها، أنها مأساوية، الشيء الذي يجعل غالبية نساء المنطقة، يفضلن الولادة في بيوتهن بطرق بدائية وفي غياب كلي لأدنى شروط الولادة الصحية، مما يعرض حياة غالبيتهن وحياة مواليدهن للخطر، وماتزال المنطقة تشهد يوميا مآسي وفاة العديد من الأمهات والمواليد نتيجة حالات كهذه.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي جريدة البديل السياسي