شيكات الضمانات..الوجه القبيح لممارسة السياسة.
مولاي مصطفى لحضى:جريدة البديل السياسي
من السلوكيات المنبوذة، التي صارت تقليدا يُسيء الى الديمقراطية بعد كل استحقاقات انتخابية، هرولة الفائزين بمقاعد دوائرهم، وتكتلهم وراء بعض الوجوه السياسية النافذة او وراء أحد الاثرياء او الاعيان قصد تشكيل مكتب مسير بعيدا عن أنظار المنافسين،وبعيدا عن السلطات، ويتم تشكيل مكتب وفق شروط الشخصية النافذة عبر:تسليم ضمانات تكون على شكل اعترافات بدين، أو شيكات تختلف قيمتها من عضو لآخر حسب مسؤولية المنتخب في المكتب، والمثير للسخرية هو ان هذا السلوك رغم مخالفته للقانون والشريعة، فغالبا ما يضع المنتخبون اياديهم على المصحف للقسم بالولاء “للشربف” .
وبعد هذا الطقس الديني، لايجد المنتخبون حرجا في البحث عن متنفس سكب بعض كؤوس الراح تحت مبررات الترويح عن النفس، وقد يزداد كرم “الشريف” (نقشة)، ويتكرم عليهم بليالي الانس الحمراء، بينما زوجات المنتخبين في بلداتهن او قراهن ينتشين بفوز وضيع كله مهانة و ذل و عبودية.
لحظات الانتشاء والمتعة الحرام/الزائفة سرعان ما تنتهي بتشكيل المكتب، فيصير العضو جثة او هيكلا مُتحكّما فيه عن بعد من طرف “الشريف” فيعطي الأوامر في تمرير صفقات هناك و سندات طلب هنا ، وما على المكتب المسير إلا التوقيع، وهنا تنتهي مهمته، و هو ما يحصل بدون نقاش، وفي حال وقع الجدال والنقاش من طرف عضو صحا ضميره، ف”الشريف” غالبا ما يراوده ويحذره، و إن تمادى العضو في استحضار ضميره و وعوده للساكنة فإن “الشريف” ينتقل للسرعة النهائية بدفع شيك العضو/الضحية، وهنا تبتدأ فصول مأساة اخرى تُرخي بظلالها على كل الاسرة والعائلة !
فلا يجد العضو المسكين بُدّاََ من التظلم الى الجهات المعنية ، ف”الشريف” الامي الذي لا يفقه شيئا في الفكر و الثقافة خبير في “تاحراميات” و طالما افتخر بذلك وسط الجموع ، ويسرد طرق توريط بعض القياد الشباب الذين لم يكونوا طوعا لسلوكياته المشينة ، ف”الشريف” و طمسا لأي بصمة من بصمات ابتزاز السياسيين يختار احد التجار الموثوق في ولائه له، و هو الذي يتكلف بتجميع شيكات الأعضاءالضحايا ، فيما يقدم التاجر هو الاخر شيكا للشريف بقيمة مجموع الشيكات التي تسلمها من الاعضاءالضحايا.
هذا السلوك هو الذي يُفرز ضغوطات نفسية عميقة لدى الاعضاء المنتخبين، الذين يفكرون طيلة مدة انتخابهم في طريقة التخلص من عبئ المديونية غير القانونية، فتجدهم يُفكرون، و يطول بهم التفكير من اجل الخلاص، ومن تبعات المساءلة القانونية، ويدفع بهم هذا التفكير الى عدة مشاكل وامراض : كألم الرأس الشديد و البواسير والاعصاب والسكري والوسواس القهري، وغيرها من الامراض، التي تكون مدخلا الى مسلكيات اخرى اكثر فتكا بالمنتخب من قبيل
: الادمان على الخمر والمخدرات وسهرات المجون وتعبئة اوراق اللوطو والطوطو فوت …
الخ ! ليست هذه هي الديمقراطية التي تعمل عليها المملكة منذ الاستقلال، بعدما تسرب اليها الجهلة والاميون والانانيون الذين لايستحضرون الا مصالحهم الشخصية دون ان يلتفتوا الى مصالح الوطن العليا .. فمتى يتحقق التغيير المنشود ؟
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار