جريدة البديل السياسي.كوم / فاطمة الزهراء أشن /
حين يستشري الفساد والمحسوبية تنقطع الرحمة والشفقة، فظاهرة الإهمال التي انتشرت بالمستشفى الحسني بالناظور جعلت المرضى فريسة من طرف حراس الامن الخاص التابعين لشركة (طراد TRAD) الذين أصبحوا ينهشون جيوب الفقراء الذين أنهكهم المرض بدل أن يوفروا لهم سبل الراحة والشفاء.
غرف تنبعث منها روائح كريهة – بين الطوابير الطويلة في هذا المستشفى والمواعيد البعيدة لتلقي العلاج، يعاني المرضى من سوء الخدمات الصحية، أما المصحات والعيادات الخاصة فلا يقدر عليها سوى ميسوري الحال في بلد ترتفع فيه نسبة الفقر ويرتفع فيه عدد الفقراء الذين يعانون من رحلة الموت البطيء.
ومنذ الإعلان عن إلغاء الخدمات الطبية المجانية في المستشفيات الحكومية، والتي استعيض عنها بنظام (التغطية الصحي رامد )، استمر انهيار قطاع الخدمات الطبية لما يقارب الربع قرن والنقص الكبير في الكوادر الطبية نتيجة الهجرة، وعدم تحفيز العاملين في هذا المستشفى الذي نتج عنه فساد طال العديد من التدابير الخاصة في عملية تقديم الخدمات، هذا بالإضافة إلى تعقيد وعدم إحاطة نظام التأمين الصحي باحتياجات المواطنين من المرضى.
وتمر عملية العلاج في المستشفى الحسني بالناظور بسلسلة معقدة من الإجراءات الإدارية تبدأ بترسيم المرضى في قائمة الحالات الطارئة وأولوية إجراء العمليات الجراحية لهم.
ونظرا للأعداد الكبيرة من المرضى الذين يحتاجون لتدخل طبي عاجل وقلة الكوادر الطبية التي اختارت الهجرة أو العمل في القطاع الخاص على العمل براتب لا يفي بمتطلبات الحياة، فقد تمتد مدة الانتظار إلى فترات طويلة تبلغ أحيانا أسابيع أو عدة أشهر.
وأمام تعقد هذه الحالة يلجأ ذوو المرضى إلى حيل أخرى تمكنهم من تقديم موعد إجراء الفحوصات وتلقي العلاج، ومن هذه الحيل تقديم رشاوى لحراس الامن الخاص بتدخلهم في امور خارجة عن مهنتهم ليتدخلوا لهم في تحديد أجل قريب لموعد الفحوصات والعلاج.
وكما اكدت بعض المصار لجريدة البديل السياسي ان من بين هؤلاء الحراس الموجودين بالباب الخلفي للمستشفى يتلقى رشاوي على اصحاب السيارات لتمكنهم بالوقوف داخل المستشفى بجوار مستودع الاموات وكذا التحرش بالنساء اثناء الخول والخروج .
ولنا عودة للموضوع لاحقا
تعليقات
0