وصية المغفور له الملك الحسن الثاني يوم 15 مارس 1980 بخصوص الصحراء المغربية.
جريدة البديل السياسي
إن المغاربة يجب أن يكونوا في هذا القرن، وفي القرون الآتية مجندين مسلحين دائما، ذلك لأن الله اختار فخلق وصنع المغرب في ملتقى البحرين، وملتقى البحرين فيه خيره وشره وحلوه ومره.
خيره وحلوه هو الوصول بين الحضارات بين الأجناس، بين التاريخ والتاريخ، بين الشمال والجنوب، بين أوروبا وأفريقيا، بين أوروبا والشرق الأوسط.
وشره ومره هو أنه من كان قيما على باب ملتقى البحرين لا بد أن يبقى محسودا، محط الأطماع و المؤامرات الدولية لزعزعته من قاعدته طيلة تاريخه، ولكن وجد دائما ولله الحمد قبل الإسلام في فضيلته البشرية، وبعد الإسلام في فضيلته البشرية التي تحلت بالأخلاق الإسلامية و الرسالة المحمدية،وجد فيهما معا ما جعله يقف سدا منيعا، بل مناوئا لكل من أراد أن يدوسه بقدمه ولكل من يريد أن يمشي على جثته.
هذه هي كلمتي إليكم فإذا كنتم تحبون الصحراء وتحبون أهلها، وإذا كنتم – مدنيين وعسكريين- مستعدين لإراقة دمائكم من أجلها، فعليكم أن تقبلوا فقدان الحرية، وعليكم أن تتحملوا العبودية، وعليكم أن تترجموا هذا وذلك بالأعمال المتواصلة طيلة الليل و النهار في الصحراء، لرفع الصحراء، ولمستقبل الصحراء.
فوديعتي وأمانتي ووصيتي لكم جميعا لمن هو اكبر مني سنا، ولمن هو أصغر مني سنا، لا تنسوا الصحراء، وإياكم أن تنسوها، لأنه من قرأ تاريخ المغرب عرف أن الخير كله يأتي من الصحراء، وأن الشر كله يأتي من الصحراء”.
جلالة الملك الحسن الثاني 15 مارس 1980.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار