جريدة البديل السياسي
علم لدى مصادر موثوق بها أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط حسمت، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي، ملف جريمة القتل المثيرة التي ارتكبها أب في حقه ابنه العشريني، بعد أن طعنه بسكين وهو يؤدي صلاة المغرب.
مصادر الجريدة أكدت أن الهيئة القضائية أدانت الأب المتابع في حالة اعتقال بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد بالسجن النافذ لمدة عشرين سنة.
وتعود أطوار هذه الجريمة إلى أكتوبر من السنة الماضية، حيث أقدم شخص ستيني يشتغل بمجال البستنة لدى عائلة ثرية بطريق زعير بالعاصمة الرباط على تصفية ابنه البالغ من العمر 26 سنة. قبل أن يحاول الانتحار عبر طعن عنقه بسكين صغير، إلا أن المصالح الأمنية والطبية نجحت في إسعافه وعرضه على العدالة التي أدانته، الثلاثاء الماضي، بعشرين سنة سجنا.
ووقعت الجريمة البشعة بحي القرية التابع لجماعة حصين بتراب عمالة سلا، حيث قام موظف متقاعد مزداد سنة 1971 بقتل ابنه باستعمال سكين من الحجم الكبير (مقدة)، قبل أن يقدم على محاولة انتحار، إلا أن تدخل السلطات الأمنية ومصالح الإسعاف الطبي حالت دون وفاته، لتنقله عناصر الشرطة من المستشفى إلى مقر الشرطة القضائية بسلا الجديدة، مباشرة بعد تلقيه العلاجات اللازمة.
التحريات الأولية التي أنجزتها عناصر الشرطة القضائية كشفت أن الجاني وهو والد الضحية ضاق ذرعا من تصرفات ابنه البالغ من العمر 26 سنة، حيث ظل موضوع شكايات متواصلة من الجيران بسبب إحداثه فوضى عارمة بالحي، وبعد أن فقد الأب الأمل في امتثال ابنه لتنبيهاته وتوسلاته باحترام الجيران وأبناء الحي، لجأ إلى استعمال القوة بشكل بشع تجاه ابنه، حيث استل سكينا من الحجم الكبير في حالة غضب، ووجه طعنة قوية لابنه أردته قتيلا على الفور، قبل أن يحاول الانتحار بجانبه، حيث عاينت عناصر الشرطة القضائية جروحا على مستوى معصمه وعنقه.
المعطيات المتوفرة حول هذه الواقعة تؤكد أن الأب المتهم بتصفية ابنه، اتصل بابنه الأكبر المتواجد خارج مدينة سلا وأخبره أنه قام بقتل شقيقه، حيث قام بإخطار الشرطة بمضمون المكالمة التي دارت بينه وبين أبيه، ومباشرة بعد حلوله بمنزل الأسرة، اكتشف أن الأمر يتعلق فعلا بجريمة قتل ضحيتها شقيقه المزداد سنة 1999.
وقد تم عرض المتهم، بعد إسعافه على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي واجهه بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، قبل أن يأمر قاضي التحقيق بإيداعه السجن، وكشفت أم الضحية الذي يعد من ذوي السوابق القضائية، أن سبب الخلاف يعود إلى صراعات دائمة بين الابن وأبيه، بسبب عدم انضباط الابن في تنفيذ تعليمات والده، إضافة إلى نزاعات بسبب سوء الجوار، مشيرة إلى أن ما أجج غضب الأب سرقة الابن أغراض والده، سيما الألبسة والأشياء الثمينة من غرفة نومه، ليستغل انشغاله في الصلاة ويزهق روحه، قبل وصول الشرطة إلى مسرح الجريمة.
تعليقات
0