البديل الصحي

البيصارة» سلاح المغاربة في فصل الشتاء

جريدة البديل السياسي :

 اقترب حلول فصل الشتاء، ودخول أجوائه الباردة، بدأت المطاعم الشعبية في عدة أحياء في المدن المغربية بتحضير وجبة ارتبطت منذ القدم عند المغاربة بالبرد، نظرا لقدرتها الكبيرة على محاربته.

يزيد الاقبال على «البيصارة» التي تعتبر ملكة الأكلات الشعبية في هذا الفصل، عند فئات كثيرة من الفقراء والطبقات الشعبية في المغرب، لفوائدها الصحية إضافة إلى سعرها الرخيص، حيث إن صحنا كبيرا منها يمكن أن يكفي أسرة متعددة الأفراد، دون أن يتجـاوز ثمن الوجبة ومستلزماتها أقل من 10دراهم .
يقول ، صاحب مطعم لك لبيع «البيصارة» بشارع الجيش الملكي بالناظور " لجريدة البديل السياسي "   إن «الأكلة تلقى إقبالا شديدا عليها في فصل الشتاء، أما في فصل الصيف فاستهلاكها يكون ضعيفا». ويضيف أن زبائنه عادة ما يكونون من الرجال، يفضلون استهلاك هذه الوجبة ساخنة، مع بضع حبات زيت الزيتون والكامون  وخبز الشعير لا سيما خلال وجبة الغذاء أو العشاء، بينما يفضلونها لوحدها خلال الغذاء. وسعر الصحن يساوي خمسة دراهم ما يعادل نصف  للحجم الصغير وسبعة دراهم للحجم الكبير. 

 حيث يقدم الطعام لرواد محله من الطلبة والموظفين والعمال، الذين يتوافدون عليه بالطوابير كل مساء من أجل الاستمتاع بصحن أو صحنين من البيصارة الساخنة. ويرى صاحب المطعم ، في حديث مع «جريدة البديل السياسي » أن «قساوة فصل الشتاء فضلا عن تكلفتها الرخيصة، عوامل تشجع الناس على استهلاك هذه الوجبة بشكل كبير. ثم أن البيصارة ليست حكرا على الفئات الشعبية فقط، بل يعشقها الأغنياء قبل الفقراء.
فيما تحرص فاطمة الريفية، 42 سنة، ربة بيت وأم لطفلين، على تقديم  «البيصارة» لأطفالها صباحا قبل ذهابهم إلى المدرسة في أيام الشتاء، وتقول لـ «لجريدة البديل السياسي »: إن البصارة عادة ما تكون دواء لأبنائها تقيهم من نزلات البرد وذبحات الصدر، وذلك لكون أهم مكوناتها من الثوم وزيت الزيتون والكمون.
تختلف طرق تحضير «البيصارة» من عائلة إلى أخرى وبين منطقة وأخرى، لكن مكونها الأساسي، هو الفول اليابس والثوم. بينما تحتفظ فاطمة الريفية  بطريقة أمها وجداتها حيث تعمل على وضع ما يقارب من نصف كيلو من الفول، في وعاء مع جميع التوابل والثوم والماء الساخن، وتتركه يطهى على نار خفيفة لمدة ساعة. ثم تحركه وتهرس الفول من حين إلى آخر بملعقة خشبية للحصول على قوام سميك. ثم تقوم بتقديم البيصارة ساخنة مع زيت الزيتون، والكمون.
ولأهميتها الغذائية، يوصي خبراء التغذية بالبيصارة من أجل تقليل الوزن، لأنها غنية بالألياف التي تزيد من الشعور بالشبع وتمد الجسم بالطاقة. وهي مفيدة وصحية لمرضى القلب، والكوليسترول، كما تساعد في تقوية المفاصل والعظام، والحماية من الأمراض لتوفرها على الحديد والفيتامين (ج) أحد مضادات الأكسدة.
وحسب الدكتور الحسن لمعلم، أخصائية الطب العام، فإن البيصارة التي يكون أهم عنصر فيها هو الفول، تحتوي على الألياف والفيتامينات وكذا البروتينات، وأن أهميتها في فصل الشتاء تعود إلى قيمتها المضافة من طاقة وسعرات حرارية، تساعد الجسم على تفادي موجات البرد. وأضاف الدكتور الحس لمعلم ، لـ «جريدة البديل السياسي»: أنه «من خلال مجموعة من التجارب والأبحاث، تبين أن مكوناتها الغذائية مفيدة للقلب، وتقلل الكوليسترول من الدم، ومانحة للجسم مناعة ضد الأمراض، ومضادة  للأكسدة.
ويقبل سكان المنطقة الشمالية للمغرب أكثر من أي منطقة أخرى من البلاد، على تناول طبق «البيصارة» أو «البيصار» وفق المنطوق المحلي لسكان المنطقة، حيث لا يخلو أي بيت أو مطعم شعبي من وجودها.
محمد السعيدي، أحد أبناء اقليم الناظور، قال لـ «جريدة البديل السياسي »: إن «البيصارة تعتبر من أشهر الأكلات الشعبية عند أهل بوادي المنطقة  بصفة خاصة وأهل الشمال بصفة عامة وهي الأكلة التي يبدع  الصغير والكبير في إعدادها وتحضيرها». وأضاف «لا تحلو سهرات ليالي الشتاء ومساءاتها إلا وتتوسطنا صحون البيصار التي تتفنن في تقديمها أمهاتنا وجداتنا اللواتي يرفقنها بزيت الزيتون والكمون وخبز الشعير».

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار