كتاب وآراء

يـــــأتــــي… بقلم ذ.محمادي راسي

بقلم ذ.محمادي راسي – جريريدة البديل السياسي

يـــــأتــــي

========

ماذا يعشق في الرصيف والجدران ؟؟،يذكرني برواية أرصفة وجدران ــــ عنوانا لا مضمونا ــــ للكاتب الراحل محمد زفزاف.

هل يرى الرصيف واديا ،كوادي القرى حيث كانت تنزل بثينة صاحبة جميل ؟،وهل يرى الجدران أطلالا، يبكي عليها كبكاء الشعراء الجاهليين ؟ ،أظنه مجنون ليلى قيس بن الملوح ،أوقيس بن ذريح صاحب لبنى ،أو روميو صاحب جولييت ،أو غوته صاحب فارتر، أوالعقاد صاحب سارة،أو….. حاشا أن يصل إلى مستوى الذين ذكرتهم ،فقد ماتوا ومنهم من لم يتزوج ومات في سبيل حب الحبيبة الواحدة ،،،،،إنه دون خوان ….إنه ليس هذا ولا ذاك ولا ذلك …إنه ملقطان …اااااا.

يأتي من جهة القبلة التي يلبد فيها إلى الجهة الغربية حيث يتبنن في الرصيف في أحايين معينة ،ليرى المارين والمارات….. وفي أيام معلومة …..بعد دراسة تحركات الجيران ،يرسل ألحاظه إلى جهات أخرى …….يشرع في الفز والقفز والزقزقة والبقبقة والربذ ،إذا حضر خلانه يزداد أكثر، يستأسد ويستنسر ، وإذا بقي وحيدا فهو ربذ العنان ،يندس ويدخل ويخرج خوفا من بقائه الطويل ،وهو يرنو إلى ما يرنو إليه …. يقف بالرصيف في وقت استراتيجي ثم يبدأ بأكل عباد الشمس ، يشرع في الدخول والخروج من دكان إلى آخر، أو يتجه إلى مقهى قريب حينما يفضح .

….بتحركاته ودلاله يكون رهقا ورعديدا ،أصابته المراهقة المتأخرة التى لا دواء لها عليه أن يعرض نفسه على طبيب نفساني….إنه.كبير سنا ،صغير عقلا، عمره العقلي أصغر من عمره الزمني ،لا لقياس الذكاء….لأنه أبله من الحبارى …. وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده كما قال زهير ، أصدقاؤه تواروا بعد أن فضحوا بسبب تصرفاتهم الصبيانية :لا أخلاق ولا إنسانية ولا مراعاة الجوار ،كانوا يخالون أنفسهم هم الأخيار والأقوياء ،لا منبه ولا رادع لهم ،يجلسون في الأرصفة للاستهزاء بالمارين من الرجال والبنات والنساء والجيران، يحملون غلا وضغنا ،ويبدون عنصرية ، يدعون أنهم متمدنون ومتحضرون …. يخفون محتدهم وحقيقتهم ، يوهمون الناس من جراء عقدهم وشعورهم بالنقص ،يعتمدون في هذه التصرفات على أنذال أمثالهم ،ويشرعون في تعداد فلان وعلان وفشوان على المغفلين لكسب الاحترام وجلب الأنظار….حياتهم بين التمويه والإيهام واللعب ……انتهى زمن الكذب والخزعبلات والمراوغات والابتزاز والاستفزاز والاستغفال والاستخفاف ….

ما زال الذي يأتي من القبلة إلى الجهة الغربية، يزقزق ويبقبق ويقفز وينط ويرقص ، ويمشي فوق الماء دون أن يسبح لينجو، لأنه لا محالة سيغرق ،وستكون نهايته كصاحبه الذي غاب كثيرا …..وقد ظهر، وكان بروزه ضعيفا ،لم يعد يركب سيارته التي ليست من عرق جبينه،لخصاص في المنحة والهبة والحبوة ،ولم يهاتف كثيرا لأن الرصيد هزيل ،وأصبح نحيفا كاليراع بعد أن كان بدينا، لأن النهر الخالد جف لم يعد جاريا، والماء أصبح غورا ،لا محالة أن الذي[ يأتي] سيندحر وسيندثر وسيتبخر، كما تبخر أصدقاؤه المتهورون …..هذه السطور هي شفاء وتطهير ، من شر هذه النماذج المريضة عقليا ونفسيا ،والتي تحتاج إلى غذاء عقلي ،وتهذيب نفسي ،فالأدب نقد وتوجيه للحياة وتهذيب ، وتطهير النفس من الشر والأشرار ، علاوة على المتعة والتسلية والمنفعة ….

وتحتاج أيضا إلى تربية سليمة ،وأخلاق نبيلة ،علها تسير سيرها العادي لأنها ستنزلق ،وهذا الانزلاق سيكلفها كلفة مكلفة ،لأنها تستخف ،تستجهل وتستهين بالساكنة ،وهذا السلوك ترفضه وتدحضه الثقافة المدنية ، وتمجه وتدحره التربية على المواطنة .

إنه يأتي ولا أدري لماذا يأتي ؟، وماذا ينتظر كل يوم ؟ ،هل ينتظر الذي يأتي ولا يأتي ؟ ، هل ينتظركودو ؟ ،هل ينتظر أن يرد الضب ويشيب الغراب ……..؟، إنه يصطاد في الماء الكدر العكر ……لا غرو أنه سيقع في ما لا تحمد عقباه، لأنه يستمر في هذا السلوك الاستفزازي ولا يريد أن يرعوي …..ويظن أنه ممثل كبير من العيار الثقيل ، ومن أبطال مسرحية شيكسبر، ومسرحية شوقي …… إنه يتسلق الجدران باسته كما يقول المثل الأمازيغي الريفي ،ويظن أن الرصيف سوقا للنخاسة …..أو معرضا للأزياء …..أو مكانا لمعاكسة البنات العفيفات …..إلا أنه لم يعد يأتي ….ربما أصبح واعيا… أو دمغته تلك المقالات السابقة … ؟؟؟ااااا.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار