وفاة الزعيم الاتحادي عبد الرحمن اليوسفي عن عمر يناهز 96 سنة
جريدة البديل السياسي :
ذكرت مصادر إعلامية متطابقة أن الوزير الأول السابق عبد الرحمن اليوسفي يرقد بمستشفى بالدار البيضاء منذ مساء يوم الأحد 24 ماي 2020 بعد تعرضه لوعكة صحية.
وعبد الرحمن اليوسفي رجل قانون وسياسة وحقوقي، تعرض للاعتقال والسجن والنفي، عرف كوجه سياسي في المغرب، شارك في تنظيم وإدارة حركة المقاومة وجيش التحرير، عضو سابق في حزب الاستقلال و الأمانة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية و كاتب عام سابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
استقبله المرحوم الملك الحسن الثاني سنة 1998 ليعينه وزيرا أولا، و قال له:"إنني أقدر فيك كفاءتك وإخلاصك، وأعرف جيدا أنك منذ الاستقلال، لا تركض وراء المناصب بل تنفر منها باستمرار. ولكننا مقبلون جميعا على مرحلة تتطلب الكثير من الجهد والعطاء من أجل الدفع ببلادنا إلى الأمام، حتى نكون مستعدين لولوج القرن الواحد والعشرين".
ذكر في مذكراته، أن المرحوم الحسن الثاني عرض عليه أن "يلتزما معا أمام القرآن الموجود على مكتبه، على أن يعملا سويا لمصلحة البلاد وأن يقدما الدعم لبعضهما البعض"، و قال كذلك "كان هذا القسم بمثابة عهد التزمنا به لخدمة البلاد والعباد، بكل تفان وإخلاص".
ويذكر أنه تمكن من بسط سيطرته على العمل الحكومي بفطنته، و إدريس البصري ضمن الطاقم الحكومي كوزير الداخلية.
جدد الملك محمد السادس الثقة في عبد الرحمن اليوسفي وزيرا بعد وفاة الراحل الحسن الثاني، وبعد الإعلان عن نتائج انتخابات 2002 عرض على عاهل البلاد تقديم استقالته من الوزارة الأولى، وقد قال ملك البلاد في حقه بعد الثناء عليه، "وفي العديد من المرات عبرت عن رغبتك في إعفائك من المسؤولية".
خلال فترة جلوسه على كرسي الوزارة الأولى، حسبت له كحصيلة، تشكيل الهيئة المستقلة لتعويض ضحايا الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، وتسوية الوضعية المالية والإدارية للمطرودين والموقوفين لأسباب سياسية أو نقابية من موظفي الدولة أو المؤسسات العمومية، وتوسيع فضاء الحريات العامة وتحصينها (تغيير قانون الصحافة، وقانون الجمعيات والتجمعات)، وضمان نزاهة الانتخابات، والتمكين السياسي للمرأة، و فتح ورش إصلاح منظومة التربية والتكوين، والحفاظ على مؤشرات التوازن المالي الكلي في ظروف اقتصادية سلبية، وتقليص المديونية وإطلاق مشاريع النهوض بتنمية العالم القروي.
وقد نشر مقال بجريدة التجديد تحت عنوان: "الكبائر السبع للاتحاد الاشتراكي في حكومة التناوب"، بتاريخ 25 – 09 – 2002، وهي كما جاءت في المقال : استضافة الصهاينة والتغطية على مشاريع الاختراق الصهيوني بالمغرب، العمل على تعميم الربا، إشاعة الخمور، التواطؤ لإفساد المجتمع المغربي وتمرير مشروع الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، محاولة منع بيع المصحف الكريم بالمعرض الدولي للكتاب، قمع الحريات، وتعميق أزمة التشغيل والبطالة والمديونية العمومية.
وذكرت منابر أن عبد الرحمان اليوسفي كوزير أول خلال ولايتين، رفض كل التعويضات غير المبررة قانونيا، كما التزم بتحويل تعويضات مهامه بالخارج إلى صندوق الضمان الريفي.
ويحكى عن عبد الرحمان اليوسفي، أنه تدخل لدى المرحوم الملك الحسن الثاني، وهو حينه وزيرا أول لكي يمنح معاشا لأول “وزير أول” في حكومة وطنية (ولايتين) عبد الله إبراهيم الذي لم يكن يستفد من معاش، فلبى الملك وأعطى شيكا بمبلغ (يقال ثلاثين مليون درهم) ومعاشا كل شهر، لكن عبد الله إبراهيم رفض كل ذلك – مع العلم أنه كان يعاني خصصا ماليا – مخاطبا اليوسفي" : الوزارة كانت واجبا وطنيا ولا أريد عليها أي شيء".
وهناك مقتطق من كلمة لبنكيران في 2016 جاء فيها "لاش جينا حنا جينا باش نحلو مشاكلنا ولا مشاكل الدولة والمجتمع.. نحلو حنا شوية د المشاكل ديالنا وتحسْن الحالة المادية ديالنا.. مافيها باس.. الحمد لله كون هاد الفلوس اللي كاتعطيوني مكانوش قادني غانمشي فحالي مغانخدمش معاكم أشنو بيني وبينكم إلا ماعطيتونيش حتى باش نعيش".
مليء التاريخ المغربي بنماذج الرجال الذين منهم من غير أشياء لصالح البلاد ومنهم من لم يغير أي شيء لها، ومنهم الذين ارتفعوا إلى مستوى رجال الدولة وتركوا بصماتهم على الوطن.
هذه أزمة عميقة، ودون رجال حقيقيين، من الصعب توقع تحولات تحسن للجميع. وربما شاعر لما رأى البلاد ما هي فيه، أنشد وقال "إن الرجـال وإن قـلـت، معادنـها ذهبـا، عنـد الشدائد تطلبها في الحال تلقـاهـا. تحـمـل إليـك الخـيـر أينمـا رحـلـت، وتـذود عنك صعابا كنـت تخشاهـا".
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار