أخبار في صور

وجه من الناظور (145):#الفقيد_الأستاذ_محمد_مولاي_اليعقوبي …بقلم: عبد المنعم شوقي

بقلم: عبد المنعم شوقي – جريدة البديل السياسي :

وجه من الناظور (145):

الفقيد_الأستاذ_محمد_مولاي_اليعقوبي

مرة أخرى أيها الأحبة نلتقي مع وجه فاضل لم يمر كثيرا على فراقه لنا و رحيله إلى الرفيق الأعلى..واحد من الذين لم تكن تشغلهم وتهمهم هذه الدنيا ، إنه الفقيد الراحل الأستاذ محمد مولاي اليعقوبي،شقيق فقيدنا الراحل و أستاذنا الجليل حكيم المحاماة النقيب الأستاذ عبد الحكيم اليعقوبي عليهما واسع الرحمات والمغفرة.
هَو من مواليد سنة 1937م بمدشر بني بويعقوب بقبيلة تمسمان.. هذه القبيلة التي تعرف كما تحدثنا عنها سالفا بهدوئها وطيب مناخها و عذب مياهها وباخلاق اهلها العالية، وبتشبتهم المتين بعقيدة الامة ومذهبها الفقهي.
وفي عام 1957م، ومباشرة بعد استقلال المغرب كان فقيدنا العزيز في مقدمة الشباب الذين لبوا نداء الواجب للمساهمة في بناء الامة المغربية الحرة المستقلة.. وهو الجهاد الأكبر الذي نادى اليه الملك الراحل محمد الخامس عندما رجع من منفاه ليخطط له ويؤسس بواسطته امجاد المغرب.. هكذا تقلد مهمة التدريس لمادة اللغة العربية بمدينة تازة، ثم منها الى المعهد الأصيل بالناظور الذي التحق به عام 1963م.
سيرة هذا الرجل الفاضل العظيم تحدث عنها بإسهاب الأستاذ ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي المحلي بإقليمنا حين وصله خبر وفاته.. و من مُجمل ما قال عنه:
(هو من رجال التعليم الذين حملوا هم تعليم الأمة وتدريس أبنانها قبل الاستقلال وبعده، جاءني نعيه بعد ان فارق الحياة بعد مرض عضال أصابه واثر عليه كثيرا، وحمل على اثره الى المستشفى الحسني بالناظور، ومن هناك اقبر بالمقابر الجديدة يوم الاثنين 14 ربيع الثاني 1442ه المواقق ل 30 نونبر 2020م.
الفقيد من شيوخي الذين قرأت عليهم في التعليم الأصيل، فقد كان بالإضافة الى ممارسته الدرس والتعليم، يقوم بمهمة الإدارة والكتابة بمشيخة المعهد الديني بالناظور خلال العهود الأولى من عمر هذا المعهد و لحظة قراءتنا فيه أوائل سنوات الستينيات من القرن الماضي.
ويعد سيدي “مولاي” محمد اليعقويي، وهو الاسم الذي يعرف به في الوثائق الرسمية خاتمة هؤلاء الشيوخ الذين يرحلون عنا الى دار البقاء بعد أن ودعنا في السنوات الماضية كل أفراد تلك العصبة أولي العلم والفقه الذين حملوا لواء التعليم الديني على اكتاقهم، واستطاعوا أن يخرجوه من ظلمات معارضيه والزاهدين فيه، فاخذوا مشعله ساطعا الى أن سلموه للجيل الذي جاء بعدهم، ونحيي فقيدنا الذي كنا نعرفه بالتمسماني ثم باليعقوبي ثم بمولاي وبواسطته نحيي ونترحم على تلك الكوكبة من العلماء الذين نتذكرهم اليوم، والذين يحتاجون منا الى التفاتة بما قدموه وخلفوه وبصموا عليه خاصة في مجال التعليم الاصيل او الأصلي الذي كان يسمى من قبل: التعليم الديني او الإسلامي.. هؤلاء الذين ملؤوا فراغا قاتلا كانت تعاني منه ساكئة الإقليم في الأمامة والخطابة والتدريس والوعظ والإرشاد والوعظ والقضاء والتوثيق وغيرها من المهام التي جعلت من إقليم الناظور والريف الشرقي كله يحتل مكانته كواحد من أقاليم المملكة الشريفة يسهم من جانبه في تسيير دواليب الأمة المغربية في المجال العلمي والإداري والتعليمي والديئي و القضائي. انهم رجال لا كالرجال، أبلوا من وسعهم فحصنوا جيل الأبناء والشباب، وكانوا لهم خير حماة.. فنشأ على أيديهم جيل أحب وطنه، وذاد عن حياضه وحفظ بيضته بالتشبث بكل مقوماته وثوابته ومقدساته).. انتهى كلام أستاذنا رئيس المجلس العلمي المحلي.
وبعد مسيرة حياته الحافلة بالعطاء و نشر العلم و الوعي و الفضائل، وفي اواخر سنين حياته، اختار الفقيد أن يكون دائم الحضور بمسجد اولاد ابراهيم ليلازم المصحف الشريف ليلا و نهارا بعد الصلوات وقبلها.. فدأب على هذا النهج حتى أقعده المرض الذي ألمّ به.
رحم الله أستاذنا محمد مولاي اليعقوبي، رجل البركة والوقار وحب الخير،و جعل جزاء أعماله و أفضاله حسناتٍ تحضنه مع الصالحين الصادقين.. و رزق أسرته الكريمة وذريته المباركة ذكورا و إناثا و أحبابه كل خير عميم و رزق وفير.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار