ضيف البديل

“واش بغيتني نخدم على الدولة ” بقلم ذ: فارس الرواح

الاستاذ فارس الرواح – جريدة البديل السياسي :

“واش بغيتني نخدم على الدولة “

هي عبارة يرددها الكثيرون ممن يشتغلون بمختلف الإدارات العمومية والشبه العمومية عند غياب الجانب اللوجستيكي داخل إدارتهم أو داخل المكاتب التي يشتغلون بها ” أقلام ، أوراق وباقي أدوات العمل .. ” .

للأسف الشديد البعض لا يستطيع شراء ولو قلم من ماله الخاص ولكن في المقابل يستطيع ودون أي حياء أن يأخذ من الإدارة إلى منزله ما يشاء من أقلام وأوراق واستغلال لسيارة المرفق الذي يشتغل به فيذهب إلى السوق ويأخذ زوجته إلى الحمام وإبنه إلى المدرسة وغيرها ..

وحينما لا يجد قلما أو ورقة يقول لك ” واش أنا نخدم على الدولة ” ، لا أحد يريدك أن تدفع من جيبك للدولة لكن كن حريصا أيضا ألا تقترب من ممتلكات الدولة التي هي ملك للجميع .

فتلك السيارة التي تتباهى بها أمام الناس ليست ملكا لك حتى تذهب بها إلى البحر ، أو إلى السوق أو أن تحمل على متنها أضحية العيد أو أو أو..

وتلك الأقلام والأوراق التي تأخذ بعضا منها لأبنائك ليست ملكا لك أيضا ، نحن شعب لا ضمير لنا أو على الأقل لا ضمير لأكثرنا ، فحينما يكون الأمر يتعلق بحقوقي أكون حريصا في عدم التنازل عنها أما الواجبات فلا .

ذات مرة كنت مع صديق لي بمكتبه وقد دخل علينا زميل له يريد بعض الأوراق ، استأذنني وذهب إلى أقرب مكتبة ثم اشترى علبة أوراق من ماله الخاص فاقتسمها مع زميله الآخر .

استحسنت الأمر طبعا وقد شرح لي الإكراهات التي يعيشونها وقال لي لو انتظرت حتى نتوصل ببعض العلب ستضيع مصالح الناس ، أنا هنا لا أطالب أيا كان بأن يشتري شيئا من ماله الخاص لكنني ضد أن يأخذ أيا كان شيئا مما هو مستأمن عليه صغيرا كان أم كبيرا قليلا كان أم كثيرا .

وليعلم ناهبو المال العام ومستغلو مناصبهم وكراسيهم أن لهم معيشة ضنكا ستصيبهم في صحتهم وفي أبنائهم وفي أرزاقهم فلا تسأل لماذا يمرض أبنائي كثيرا ولماذا لا تحترمني زوجتي ولماذا لا يكفيني راتبي الشهري وأنت تأخذ من مكتبك إلى بيتك ..

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار