قضية و تعليق

هذا ما قاله زعيم الإنفصاليين عندما رفض التوقيع على استدعاء القضاء الإسباني وصورة توضح وضعه المزري

جريدة البديل السياسي :

رفض المدعو “ابراهيم غالي” رئيس الكيان الوهمي الإنفصالي، المتواجد بأحد المستشفيات الإسبانية التوقيع على استدعائه من طرف القضاء الإسباني.

وبرر زعيم جبهة “البوليساريو”، رفضه التوقيع على الإستدعاء، بدعوى عدم تطابق الأسماء حيث يعلم الجميع أن إسبانيا استقبلته بإسم مزور.

لكن الخطير في الأمر حسب المختصين، أن “ابراهيم غالي” قال إنه لن يوقع ولن يتحدث، إلا بحضور السفارة الجزائرية.

وهو التصريح، الذي يورط مباشرة النظام الجزائري، ويؤكد مسؤوليته المباشرة، كما نبه إلى ذلك المغرب دائما.

وفي سياق متصل، اعتبر منتدى “فورساتين” أن تصريحات “غالي” للمحققين الإسبان، دليل قاطع على تحكم جنرالات الجزائر في الجبهة.

بل إن المنتدى المعارض لتوجهات قيادة “البوليساريو”، اعتبر الأخيرة دمية في يد “كابرانات” الجزائر يحركونها متى وكيف يريدون، حسب مصالحهم.

وهذا ما قاله منتدى “فورساتين” في موضوع تصريحات “غالي” للمحققين الإسبان مباشرة بعد الصورة المثيرة للزعيم المفترض:

أقرب ما يكون العبد الى ربه وهو مريض أو على فراش الموت ، وأصدق ما يكون المرء وهو في لحظات العسرة والمرض والعزلة والخوف من الموت.

نطق ابراهيم غالي بالحق دون أن يقصد، في لحظات ضعف وهوان وتيهان ، لم يعد معها مستوعبا لما يروج حوله، وهو المتابع للأحداث بعيون مرافقيه، والمطلع على المعطيات من صوتيات هاتفه، وتعليمات مسؤولي النظام الجزائري.

فقد ابراهيم غالي الوعي بالمخيمات، ولم يستفق الا بغرفة بمصحة نائية بإسبانيا، لم يعلم كيف جاء ولا كيف دخل، لكنه وهو المريض المخشي عليه من التوتر والقلق بأمر الأطباء، كان صعبا إيصال الأحداث المتسارعة له بنفس السرعة وبالسلاسة المطلوبة.

استفاق على عناصر الشرطة، تحدق في وجهه، وتتحقق من شعره وعينيه، لتثبت أنه هو نفسه المطلوب لدى القضاء الاسباني.

لم يكن غالي مستوعبا الأمر ، ولا يعرف التفاصيل، لكن الأحداث أكبر وأخطر من ان لا تصله وهو المعني، والمريض الذي جيء به خوفا على حياته، وأصبح الخوف عليه أكثر من خبر بسيط قد يودي بحياته إن علم بما يحدث عند باب المصحة ، وبالشارع الذي يقابله، وبالمحكمة الوطنية، ولاحقا في جل المحاكم الاسبانية، قبل أن تصبح قضية جمرة اكتوت بها اسبانيا، ووصل لهيبها حدودا قصوى استدعت استنفارا وحالة طوارئ وتحركات سياسية ودبلوماسية، ومظاهرات قد تطيح بالحكومة الاسبانية بسبب خطوتها الغبية في إدخال شخص كاللعنة أينما حل يشعل نارا ، واليوم كل اللعنات التي تسبب بها لغيره، تلاحقه الى باب غرفته، وتترصد المناسبة للانقضاض عليه.

المريض المتهم المغيب عن الأحداث، أفشى مرضه أسرارا خطيرة ربما كانت معلومة لدى العارفين بالخبايا، لكنها كانت محط تشكيك من طرف الموالين والأتباع والغوغاء، وعلى رأس تلك الخبايا العلاقة الأزلية بين النظام الجزائري ودميته جبهة البوليساريو .

الجزائر التي تتحكم في مفاصل الجبهة، ويخضع لها كل شيء داخلها حتى الأشخاص، وواقعة نقل زعيم البوليساريو الى اسبانيا بمخطط جزائري محظ أحد عناوين تلك التبعية.

اسبانيا تفاوضت مع الجزائر وليس البوليساريو حول استقبال ابراهيم غالي.

اسبانيا استقبلت غالي بعد أن حظي بعقيقة جديدة نال فيها اسما من الأسامي الجزائرية المعرفة “بطوش “.

جبهة البوليساريو لم تناقش ولم تفاوض ولم تحظ بأي فرصة للحديث عن الموضوع، بل الأدعى أن نقول أننا ظلمنا القيادة حين أعطيناها حجما أكبر من اللازم، وظننا أنها تراوغ وتخفي مكان زعيمها ، وأن بعضا منها كان يكذب ( وهو كذوب طبعا) حين تحدث عن وجود ابراهيم غالي بالجزائر بينما كان الأخير مستلقيا بمصحة اسبانية نائية.

لقد ظلمنا القيادة فعلا، فهي نفسها لم تعرف مكان ابراهيم غالي ، الذي نقله النظام الجزائري بطريقته الخاصة، ومنع القيادة نفسها من معرفة مكانه، ولم تستطع حتى السؤال عنه.

الجزائر تفعل ما تشاء وقتما تشاء وكيفما تشاء ، في شيء اسمه جبهة البوليساريو، وربما لهذا النظام الجزائري غاضب من تسرب خبر وجود بطوش باسبانيا ، لأن ذلك فشل لنظامه الاستخباراتي، وضربة قاضية لأجهزته الأمنية، التي لا زالت تعيش على وقع الصدمة.

لن نخوض في الموضوع لأنه شائك ، ولكن ما يهمنا تبيان تحكم الجزائر في مفاصل جبهة البوليساريو بالكامل، مهما حاولوا المواربة والتمويه، لكنها حقيقة ساطعة مثل الشمس.

اليوم يفضحهم الموظف بطوش ، ويفشي من حيث لا يدري ، وهو في أضعف مواقفه، وعلى فراش المرض الذي يخرج من الانسان الصدق رغما عنه ، استطاع أن يخرج من ابراهيم غالي ، حقيقة التبعية للنظام الجزائري التي لا تحتاج دليلا ، لكنها إضافة نوعية ، وكلمة حق من رأس الجبهة الذي امتنع عن التوقيع على استدعاء توصل به اليوم من المحكمة للمثول بين يديها في الأول من الشهر القادم، قائلا إنه : “يتعين علي الرجوع إلى السفارة الجزائرية أولا”.

هذه هي القيادة ، وهذه هي جبهة البوليساريو ، كل شيء يرجع فيه الى الجزائر لاتخاذ أي قرار .

فلا حركة ولا سكون إلا بأمر من النظام الجزائري.

فعن أي استقلال تتحدثون.

اليكم يا من تظنون أنكم أحرارا ومستقلين في آراءكم.

اليكم يا من تدعون أن الجزائر حليفة ، وأنكم دولة .

 

 

لا يتوفر وصف.

 

 

لا يفوتنا أن نشكر ابراهيم غالي على تعاونه في فضح تبعية جبهة البوليساريو للجزائر ، أو الأصدق التعاون الجزائري – الجزائري.

رجاء حين تنال قسطا من الراحة ، وتصبح قادرا على استيعاب الأمور ، وتعود لطبيعتك السابقة، وتتخلى عن سرير الصراحة والصدق ، سرير المرض، ويطلعوك على الأحداث التي تسببت فيها لاسبانيا ، وما ينتظرك داخل دهاليز المحاكم، وحين تعرف أنك لست بالمخيمات، وتعلم ما تسببت به بتصريحك الصادق من ضرب في المشروع الانفصالي الذي تقوده نهاية عن الجزائر.

رجاء حينها لا تقل أن بطوش هو من قال ذلك الكلام ، وأن ابراهيم غالي غير مسؤول عنه .

 

 

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار