نساء يتحرشن بالرجال.. هواية أم بحث عن زوج!
جريدة البديل السياسي :
شكّل قانون تجريم التحرش بالنساء أبرز القوانين لحد الآن إثارة للجدل بين معارض له ومؤيد ومتحفظ، والمستفيد الوحيد من تسليط العقوبات على المتحرشين هن النساء، لكن في المقابل من يحمي الرجال من تحرش المرأة بهم؟.
الأمور انقلبت وبات الرجال يفرّون بجلودهم من بعض الممارسات المفضوحة من طرف زميلاتهم أو جاراتهم أو مسؤولاتهم في العمل، حيث تطارد النساء الرجال في مكاتب العمل والمصاعد والأحياء السكنية وحتى في الشوارع بعبارات ونظرات وإيماءات وإيحاءات وإشارات يعرفها الجميع حتى وإن أبدين حسن نيتهن وربطن تلك الممارسات بالمزاح “الثقيل“.
ومنذ التاريخ كان تحرش المرأة بالرجل واردا في الكتب وحتى الديانات كقصة سيدنا يوسف عليه السلام الذي سعت زوجة العزيز جاهدة لمراودته عن نفسه، لكنها اتهمته زورا وسجن وهو بريء، فلماذا لا يطالب الرجال بقانون يحميهم من تحرش النساء؟.
التحرش بالرجال.. هواية الكثيرات
تحرش المرأة بالرجل ليس سرا ولا ظاهرة غريبة، بل موجودة منذ عقود من الزمن، وزادت في الجزائر مؤخرا، حيث اعتبر بعض نواب المجلس الشعبي الوطني أن المرأة في تبرجها تراود الرجل ليتحرش بها وبالتالي تكون هي المسؤولة عن ما يصدر منه من كلام أو ممارسات لأغراض جنسية، فبعض النساء يخترن التحرش بالرجال كهواية، حيث تقول إحدى العازبات أنها تشعر بالقوة والفخر والغرور والثقة بالنفس وبجمالها كلما أوقعت في شراكها رجلا، خاصة إذا كان متزوجا، ليس بهدف خطفه من زوجته ولكن كشكل من أشكال التحدي للنفس.. وهذه حالة مرضية نفسية،
لكن الغريب في الأمر وباقي المجتمعات العربية يقع اللوم على الرجل دون المرأة من باب أن المرأة مخلوق ضعيف والرجل ذكر لا يتأثر جسده ولا سمعته ببعض العلاقات العاطفية العابرة وبالتالي استوجب حماية المرأة من الرجل مهما كانت الظروف أو الوقائع، ويتساءل الرجال عن غرض المرأة من وراء خروجها في قمة التبرج، كما أنها لا تقابل التحرش بالرفض في كل الحالات، وهناك من النساء من رضخن للتحرش باستسلام كبير كطريقة للخروج من الفقر والجوع أو الوصول إلى أهداف مهنية وترقيات ومناصب عمل مرموقة ،أو الرضوخ لأستاذ مقابل النجاة من دوامة الامتحانات الشمولية والاستدراكية كل نهاية سنة جامعية.
ويرى الكثير من الموظفين أن حظوظ المرأة في العمل أكبر من ناحية الامتيازات التي يمنحها لها مسؤولوها في العمل كالسفريات والمؤتمرات والرواتب المغرية مقابل عشاء عمل أو سهرة لاستدراج المتعاملين الاقتصاديين والتجاريين، كما تلجأ بعض النساء إلى التحرش بالمسؤولين للحفاظ على منصب الشغل وحمايتها من صراع التكتلات والعصب التي تعد من أكبر المشاكل المهنية.
التبرج طريق التحرش
يرى المجتمع على أن التبرج هو طريق للتحرش فارتداء الملابس الفاتنة والمثيرة والشفافة يعد نوعا من التحرش بالرجال على حد قول الجميع، فالمرأة التي تجتهد لإظهار مفاتنها في الشارع أو في مكان العمل تتقصد إثارة غرائز الرجل ومكبوتاته، إضافة إلى العديد من الممارسات والأساليب المعروفة، فبعض النساء تلح في دعوة مسؤوليهن أو زملائهن في العمل للغداء في مطاعم بعيدة تستدعي التنقل في السيارة، واستدراجهم في الحديث عن حياتهم الخاصة وخاصة عن زوجاتهم وأطفالهم وعائلاتهم وبالتالي عن أوضاعهم المادية لأن التحرش له دوافع مادية بحتة، ومن بين الأساليب أيضا قدرة المرأة على معاكسة رجل في العمل بعبارات صريحة كـ “راك حطة” و”راك شباب” وتتطور التحرشات من ألفاظ شفهية إلى إشارات كأن تبادر المرأة بمصافحة الرجل أو تبادر بالتقبيل أو كما نقول بالعامية “التسلام” وهذه ظاهرة فظيعة ومنتشرة بقوة في الأوساط المهنية ومن العادات السيئة التي تسمح المرأة بوقوعها.
ويقيّد القانون تجريم التحرش بالنساء في الأماكن المغلقة أين تخضع المرأة المتحرش بها إلى سلطة مسؤولها الذي يستخدم نفوذه لأغراض جنسية، لكن القانون لا يجرؤ على حماية الرجل من ممارسات مماثلة يكون فيها ضحية للمرأة وليس العكس فبالنسبة للمرأة المتحرشة بالرجل في أماكن العمل والدراسة والمصاعد والمكاتب و في أماكن تتساوى فيها قدرات النساء والرجال في وقت يشعر فيه المتحرش بالأمان والمساواة مع المتحرش به، كما تتميز بوقوعها من طرف شخص له نوع من السلطة على الشخص الآخر، فالإحساس بالغنى المادي، والجاه الإجتماعي، أوالسلطة الرمزية أو المادية، هو ما يشجع، عادة وفي كثير من الأحيان، على التحرش الجنسي، وهو الأمر الذي يؤكده علماء الاجتماع حيث يوجد “علاقة ترابط بين السلطة والجاه والغنى وبين التحرش الجنسي، مما يشجع مالك هذه المزايا على التحرش بضحاياه“.
تحرشات من رحم الواقع تسمم الحياة
وروى لنا أحد الأشخاص قصة مؤلمة انتهت بطلاقه من زوجته بسبب زميلته في العمل كانت تهاتفه خارج أوقات العمل وتتقصد إحراجه فقد عرفت في حديثها معه أنه يتنقل كل نهاية أسبوع إلى المركز التجاري بباب الزوار لقضاء بعض الوقت رفقة زوجته فظلت تطارده وتلاحقه من مطعم لآخر ومن مكان لآخر حتى سممت العلاقة بينه وبين زوجته وهناك الكثير من القصص الواقعية التي تؤكد تحرش النساء بالرجال، فأحدهم غير إقامته بسبب إحدى جاراته التي ظلت تتحرش به لمدة سنوات دون أن يجرؤ على فضحها وبعد أن فشلت في استدراجه اتهمته زورا بالتحرش وكاد أن يدخل السجن.
وتعتبر تهمة التحرش من أكبر الذرائع والأسلحة التي تحارب بها المرأة أي رجل للحصول على بعض الغايات وقد تتحرش المرأة بالرجل ربما بحثا عن زوج خاصة إذا شعرت بأن العنوسة تهددها.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار