منبر البديل السياسي

ناقد سينمائي يعتبر تدخين السيجارة الإلكترونية في مسلسل “لمكتوب” جُرْمََا والمنتج يعتبرها مجرد “إكسسوار”

جريدة البديل السياسي :

وجه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقادات حادة لأعمال تلفزيونية معروضة خلال شهر رمضان بسبب تضمنها مشاهد تدخين السيجارة الإلكترونية أمام جمهور واسع، في ضرب لعرض الحائط للأبحاث العلمية التي لا تدع مجالا للشك على أن “التدخين يقتل”.

فقد ظهرت الممثلة سلوى زهران تدخن سيجارة إلكترونية وهي تجسد دور “سليمة” إحدى شخصيات مسلسل “لمكتوب” الذي تعرضه القناة الثانية، كما ظهرت كوثر بودراجة وهي تدخن في أغلب المشاهد السجائر الإلكترونية، وهي تتقمص دور “عبلة” إحدى شخصيات مسلسل “سلمات أبو البنات” الذي تعرضه قناة MBC5.

يرى مصطفى الطالب الناقد السينمائي، في حديث لموقع “اليوم 24” بأنه كان من الممكن الاستغناء عن تلك المشاهد دون إقحامها باسم الواقعية، معتبرا ذلك ارتكاب جرم في حق الجمهور الناشئ سريع التأثر بتلك المشاهد، مستدلا على ذلك بدراسات علمية حديثة تؤكد تحول 37 في المائة من مستهلكي تلك المشاهد إلى مدخنين.

وردا على ما يروج حول ما إذا كان بث مَشهد تدخين السيجارة الإلكترونية في مسلسل “لمكتوب” إشهارا بطريقة غير مباشرة لشركة أجنبية تعتزم “الاستثمار” في هذا النوع من السجائر، اعتبر معاذ غاندي المُنتج المنفذ للمسلسل في تصريح لموقع “اليوم 24″، بأن ذلك ليس سوى إكسسوارٍ ضمن باقي إكسسوارات شخصية “سليمة” وهي فتاة تتحدر من عائلة غنية، حيث أن التدخين لدى بعض هذه الأوساط شيء طبيعي وأمر واقع لا يرتفع، ولا يمكن إخفاء الشمس بالغربال.

وبعدما أوضح غاندي بأن التلفزيون المغربي خاضع للقوانين الجاري بها العمل في مجال الاتصال السمعي البصري والمُتعلقة بالإشهار المُعلن وغير المعلن عنه، طالب  بمراجعة هذه القوانين التي “نضطر بسببها إلى إخفاء العلامات التجارية للسيارات التي تظهر في بعض المشاهد، كما نحرص على عدم إظهار أي علامة من العلامات التجارية لباقي المواد العادية، فكيف سيتم السماح ببث إشهار للسيجارة الإلكترونية ضمن مسلسل”لمكتوب” الذي يعالج قضايا اجتماعية يعيشها مُجتمعنا المغربي، ولا يُمكن تجاهلها”، مضيفا بأنه عمل حقق نسب مُشاهدة مهمة، تفرض علينا مواصلة تقديم أعمال أخرى في المستوى المطلوب، بما يرقى بالدراما المغربية ويجعلها تنافس الدراما العربية الناجحة.

وتعليقا على كون السيجارة الإلكترونية، مجرد إكسسوار، يرى الطالب بأن الفن ليس هو الواقع بل هو محاكاة له من خلال التخييل وإعادة تشكيل الواقع، مشيرا إلى أن كل ما يتم تقديمه بما في ذلك الإكسسوارات له دلالاته الرمزية وحمولاته الاجتماعية والثقافية، ولا يمكن الاستهانة بأي شيء يصور ثم يدخل البيوت ويفرض نفسه على المشاهدين.

وأضاف الطالب، بأن  الفنان أو المخرج أو المنتج في تعاطيه مع التدخين إما أن يكون مع أو يكون ضد، لا غير، بحيث أنه لا يوجد إكسسوار اعتباطي في الأعمال الفنية، مؤكدا على أن “الكل يندرج في رؤية فنية معينة وفي نسق وجودي ثقافي يختاره الفنان”.

بدورها انتقدت شبكة التحالف المدني للشباب “التطبيع مع السيجارة الإلكترونية من خلال بعض المسلسلات والأفلام في الإعلام العمومي التي تساهم في التسويق لهذا المنتوج الذي يحمل خطورة على صحة الشباب والمراهقين”، ودقت ناقوس خطر تنامي استعمال السيجارة الإلكترونية في صفوف التلاميذ والمراهقين، وتنامي نقاط بيعها للقاصرين والقاصرات، مطالبة البرلمان باستدعاء الوزراء الذين لهم ارتباط بالمجال ومساءلتهم حول الظاهرة.

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار