ميمون لغميري: مناضل ملتزم في زمن المتغيرات
بقلم الأستاذ جمال الغازي -جريدة البديل السياسي
ميمون لغميري: مناضل ملتزم في زمن المتغيرات.
ميمون لغميري هو أحد الشخصيات الناظورية التي يمكن وصفها بالمناضل المثقف والملتزم، إذ قضى حياته في خدمة قضايا المجتمع والبحث العلمي، ملتزما بقيم النزاهة والمبادئ الراقية.
في هذا المقال، نسلط الضوء على مسيرته الحافلة بالعطاء في مجالات القانون، الثقافة، والدفاع عن القضايا الوطنية والدولية.
ميمون لغميري مزداد 1961 الساكن في حي عاريض الناظور حاصل على الاجازة في القانون بجامعة وجدة1986 ثم الدكتوراه من الرباط في القانون الدولي وحقوق الانسان اشتغل محاميا وبعده متصرفا ممتازا تابع لوزارة الداخلية ثم مستشار قانوني للجامعة الملكية بالرباط وله مؤلفات في القانون والثقافة العامة مهتم بالبحث في القانون والثقافة العامة يقول صديقي العزيز دكتور ميمون حينما سألته:
من المؤسف أن بعض من كانوا يُعرفون بالمناضلين في الناظور، خصوصا من انتموا إلى بعض أحزاب اليسار فقدوا التزامهم بالتقدمية.
البعض دخلوا الانتخابات وابتعدوا عن القيم التي طالما نادوا بها يبرز ميمون لغميري كشخص حافظ على نهجه الفكري والنضالي، ولم يسقط في براثن الانتهازية.
هو مناضل حقيقي لم يتخل عن التزامه تجاه المجتمع، بخلاف العديد من المدّعين الذين فضحهم التاريخ وفضحتهم الساحة السياسية.
رغم عدم توفر الدعم الكافي للمبدعين والمثقفين، استطاع ميمون لغميري أن يُسهم بشكل كبير في المجالين الثقافي والاجتماعي. قام بمناقشة عدة مواضيع تتعلق بنظام الجمعيات بوطنه في دور الشباب، دار الأم، ومنزله.
كما قام بتوزيع العشرات من مؤلفاته، التي قاربت المائة، داخل الوطن وخارجه. ووزع في سبيل الله مئات الكتب التي اشتراها بماله الخاص، وأرسلها عبر سيارات الأجرة إلى قرى ومدن مثل بني سيدال، بني شيكر، فرخانة، ويويافار.
لا يوجد حي في المنطقة التي يعيش فيها إلا وتحتوي منازله على أحد كتبه. ولابد من الإشارة أن صديقي دكتور ميمون شرفني بعدة اصداراته القيمة وكما استضافني مرة في بيته الكريم.
كما أرسل ميمون المصاحف والكتب إلى دول أوروبية، مثل إسبانيا، فرنسا، هولندا، ألمانيا، وبلجيكا.
وتوجد هذه الكتب والمصاحف إلى اليوم في المساجد، تحمل اسمه وتوقيعه. يركز ميمون لغميري حاليا على القضية الفلسطينية، حيث يشعر بالقلق من التقدم الذي أحرزه الاحتلال الصهيوني في تحقيق أهدافه السياسية والجغرافية.
يرى أن الأمة الإسلامية تُركّع سياسيا وأن الاحتلال الصهيوني يقترب من تحقيق خريطته التي تمتد إلى مكة المكرمة. ما يقلقه أكثر هو الاختراق الأمني الكبير للصهاينة، حيث وصلوا إلى اغتيال كبار رجال المقاومة في فلسطين ولبنان، وآخرهم حسن نصر الله الذي تعرض لضغوط من دول الخليج للتخلي عن الدفاع عن القدس والأقصى. يشعر ميمون لغميري بالاستياء من تجاهل اللغة الأمازيغية في المؤسسات الرسمية، رغم اعتراف الدستور بها كلغة رسمية لشمال إفريقيا. يُلزم المواطنون في الإدارات، خصوصا الأمنية منها، بالتحدث بالعربية فقط، مما يُعدّ احتقارا للغة الأمازيغية.
من الناحية الاجتماعية، يرى ميمون أن الناظور ما زال غارقا في الفقر، الجهل، وتدني مستوى الوعي، رغم التعليمات السامية لصاحب الجلالة نصره الله. يعتبر ميمون لغميري أن النظام التعليمي في المغرب يعاني من تدن خطير، فهو لا يعتمد التنوع المطلوب في تدريس العلوم والفنون واللغات. يرى أن التعليم يجب أن يشمل تخصصات مثل الطب، التكنولوجيا، والجيولوجيا منذ المرحلة الابتدائية لضمان جيل مثقف ومبدع.
كما يعتبر أن عدم تشجيع الإبداع والمبدعين في المغرب يُعد جريمة ضد الحضارة وتأخيرا لسفينة النهضة التي يجب أن يقودها المفكرون والعمالقة. يتساءل ميمون لغميري عن دور الدولة في دعم حقوق الأطفال الفقراء في البوادي الذين يعجزون عن متابعة دراستهم في المدن، وحقوق النساء، العجزة، والمعاقين.
كما يعبر عن قلقه تجاه العمال المغاربة في المهجر الذين يُهمّشون ولا تحترم حقوقهم رغم التعليمات الملكية. ينتقد بحدة الفساد المنتشر. ميمون لغميري شخصية فريدة تجمع بين الالتزام الفكري والنضالي، والنزاهة في العمل الثقافي والاجتماعي.
رغم كل التحديات التي واجهها، حافظ على مساره الملتزم ورفض الانخراط في الفساد أو الانتهازية.
من خلال نشاطاته الواسعة في نشر الكتب ودعم القضايا العادلة، يظل ميمون لغميري رمزا للمناضل الذي لم يتغير ولم ينحرف عن مبادئه، في وقت طغت فيه المصلحة الشخصية على العديد ممن كانوا يدعون النضال. هكذا عرفت سي ميمون منذ التسعينات!
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار