كتاب وآراء

من وحي   الحي “الحومة” 9 / 21…من أوراق مهملة فوق الرفوف … بقلم ذ.محمادي راسي

 

بقلم ذ.محمادي راسي – جريدة البديل السياسي :

 

من أوراق مهملة فوق الرفوف

                 """"""""""""""""""""""

من وحي   الحي "الحومة" 9 / 21

""""""""""""""""""""""""""

مــــن ســره زمـــن ســـاءته أزمـــان

              &&&&&&&&&&&&&&&

 

        النمارد المرداء الأشاعبة  المتعجرفون بما يجمعون من غنيمة باردة ، من هنا وهناك وهنالك، ومن أمكنة  مختلفة ، وفي أزمنة محددة بطريقة سرية  ….، يخالون بل ينصبون أنفسهم أبطال الحومة ،ويريدون أن يطبقوا هذه المنظومة الارتجالية بين الفصحى والعامية غير الموزونة ، وهي  من وحي هذه الحومة ؛

معطشة  وبصلة  وقرعة   ///      فيها سدس لفقيه القرية

زيت  وخبزة  وثومة       ///         فيها عشر لنيرون الحومة 

تنفيحة  وقرقوبة  وشيشة    ///    فيها ثمن لنمرود الروضة 

حريرة وزلابية وشطيرة   ///     فيها ربع لحامي الجلسة 

وشاي وقهوة ومشروبة   ///      فيها خمس لراعي القضية 

وللعزاف والقلاع والتنبالة   ///   لهم جميعا الكل في الحديقة 

وما جمع يدس في صرة   ////    فيه ثلث لرئيس الجبوة 

يخرج في أيام  المحنة      ///        لتناول الخمرة والبيرة 

بين بض وبم في جوقة    ///      إلى الصباح لتتم الفرحة 

وجلب شهرزاد ونونجة    ///     إلى سعادة  رئيس السهرة 

هذا زجل  في رهط ذوي هبط /// فيهم دعبوب ودعي  ولقيط 

         

                تــــــــــــوطئـــــــــــة 

    """"""""""""""""""

      "ثلاث تورث ثلاثا؛ النشاط يورث الغنى ،والكسل يورث الفقر ، والشراهة تورث المرض " . علي بن أبي طالب 

"للجحيم ثلاث بوابات الشهوة والغضب والجشع" . بها غافاد جيتا .

الطمع نزوع النفس إلى الشيء شهوة له ،والحرص عليه ، يؤدي  بصاحبه إلى الغرور والتكبر ثم إلى الحضيض والذل والفشل والتسول .

       هناك صفات يتصف بها الطماع كالجشع المادي ، والعشم المعنوي ،والشره المالي،وابتزاز الناس بالتحايل لأكل حقوقهم ، بدون عمل وكد ،هذه الصفات وغيرها المشينة  تخرب المجتمع ، والتخريب يؤدي إلى التأخر والفقر وعدم الإنتاج ، وفقدان العمل يفتح المجال للبطالة والعطالة .  

 ا ـــ ـ أيام  الجبوة والأتاوى الخاصة التي كانت تجمع في أوعية بلاستيكية سوداء ، أيام الغفلة والسيبة ، و من كثرة الجمع ، وعدم القناعة مثل تانتالوس ،  وقعت عمليات حسابية تتجلى في عملية  الطرح ،  وما هو مطروح يوجه إلى نشاط خاص ؛ كالجريالة والرقص والطبل ،في طنخ من الليل ،وخبز طميل ، للقضاء على الطليح،  وما لذ وطاب من الأكل ، يحسبونه حلالا ،ويخالونه بلالا ، ويبحثون عن اللذة والذات والمحرمات ، يتمسكون بالشماريج ، ولا يفكرون في يوم الرجاف والفصل ، فإذا ملكت فاسجح .

ب ــــ اليوم يتحسرون ويشتاقون إلى تلك الأياويم المغدقات،  والليالي الكريمات بالكرميات ، من زرجون  وصبوح وغبوق وشموس ، وكل ما هو مليء  بالنفحات ، ومن  جمة  التشويق يرددون : " تتطعم تطعم " ،  وقد أصابهم الخبل والهبل ،  من كثرة الحنين ، بل الذل من المبالغة في الفشوش  والانتفاخ والانتفاج ،  وظنوا أن  المنهل سريع المتح والغرف والمنح ، والأنهار والفراع  دائمة الجريان ، والفروع  ستدوم ما دام الخافقان والدائبان ،وسيظلون على نفس الإجرياء، من شره طعم وبيل ،وشرب الخندريس  المعتق للقضاء على الغليل ، إلى أن  أصابهم الوبال والويل ،والنئضل والضئبل،  لغياب  الأعذبين ، والأخاضر الثلاثة، و الجبوة العميمة ، والغنيمة الباردة ، والعطية الهنيئة ، والحبوة المريئة ، والمضغة اللذيذة ، ثم زادتهم  قلة الموارد المعهودة ، وندرة الفراطة ،وأفول   الوجوه المألوفة التي أخناها الإسراف والإنفاق والكرم والجود والمن والإغداق ، بدون جدوى ، وتذهب حبوتها  سدى ، وهباء منثورا ،  فاشتد غضبها ،ووحرت سورة حنقها،  ووغر صدرها ، واغتاظ حيزومها ، وضاقت ذرعا الذي أبطرها ،وفار فائرها ،وفافت بقرع ظفر إبهامها على ظفر سبابتها ، من هول الابتزاز والاستفزاز ،ومنذ ذلك الحين  ؛ ما ذاقوا فوفا،  وما أغنوا فوفا ، من جراء الإفراط في الطمع والجشع والطلب والسؤال والتردد ليل نهار  وفي كل مكان ، "ومن أكثر التسآل يوما سيحرم "كما قال الشاعر الجاهلي الحكيم الحليم زهير بن أبي سلمى ، الذي عاش قبل الإسلام ، ونحن في هذا العصر ما زلنا غافلين جاهلين ،بقلوب غير خاشعة ،وعقول غير واعية ،بدون غيرة ويقظة  ، صم /بكم / عمي/ عمهون /عمّه /وعمه بتسكين الميم ، لصد ما يجري من كل سلوك سلبي ،وهذا ما تريده وتتعمده جهات تسير ضد النهج الصحيح  والسبيل القويم ، لذا تفشت الأمراض الاجتماعية بأنواعها  ؛النفسية والعقلية والجسدية والمادية والمعنوية ، وتفاقمت السيبة ، ونما الشر،  ونضب  الخير ، وقل الشبر ، وانتشر الجهل ، إلى أن  استشرت الفوضى،  واضمحل النظام والانضباط ،وأصاب  المدينة العشزان ، ونخرها العجزان ، وهيمن عليها الهذيان ، وهي ديمومة ومداومة ؛ في ضلال وتيهان وهيمان ،أثناء العمل والجولان ، فصار الجاهل هو العارف المشارك المثقف العالم المحدث الفقيه  ، والأحمق هو العاقل الحاذق الصنديد، والعاقل  الواعي هو الرعديد، لكل ما ذكر وما لم يذكر ، كثر النفيحون  والنفاجون في هذه المدينة الضيعة  ، وقد أضاعوها شكلا  ومضمونا وصيغة وصياغة وقالبا ومعنى ومبنى ومغزى  وماديا ومعنويا ….إلى أن تموت  وستموت ضياعا وضيعا ، والأعور هو الرئيس والسيد والقائد  في ضيعة العميان، والمهيمن عليها  مدى الأزمان ، يتصرف بلا قانون ولا ميزان ،لأن المحكومين عميان ، يعيشون بين القرقوبي والشيشة  والكوكيين والمارخوان ،وهم دائما في طبل ورقص وفحش وفسق وتفشيط  وطغيان وهذيان ، واختم بما بدأت :"من سره زمن ساءته أزمان  "كما قال الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي في رثاء الفردوس المفقود بلاد الأندلس  ، بسبب  الانقسام والانغماس في الملذات والإقبال على الشهوات واللهو واللعب والطرب  ،وكما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم العظيم :

 عبد العزيز لقد ذكرتنا أمما /

كانت جوارك في لهو وفي طرب

ذكرتنا يوم ضاعت أرض أندلس /

الحرب في الباب والسلطان في لعب .

فاحذر على التخت لا يسري الخراب له/

فتخت /سلطانة / أعدى من الجرب

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار