من وحي الحي “الحومة ” رقم 5/ 21… بقلم ذ.محمادي راسي
بقلم ذ.محمادي راسي – جريدة البديل السياسي :
من وحي الحي "الحومة " رقم 5/ 21
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
"نص بدون يم في أهل السفه والصلف والتخلف والقرم واللمم " ، (هؤلاء دورهم هو؛ إيذاء الناس الفقراء الأبرياء الأتقياء الضعفاء ، ما دامت هذه المدينة صامتة ساكتة جامدة ضعيفة تموت وهي واقفة ،فكل شيء فيها جائز ومباح…. ). ..
ليـــــــــــــــــــلا
""""""""""""""""""""
لحظـــــــــات تجحظ فيها العيون ،
وتكل وتصاب بالعمش ،
من فرط التخازر …..
إلى البيوت والأبواب ،
والنوافذ والشرفات ،
والمخنّات ..
سلوكات خرق من ..
خذاريف حتاريش،
كروامس وخفافيش ،
يشجعهم أوناسيس،
الحقيرالمفلس ،
الكراع الخسيس ،
الثرع الحثر،
الكنود النحس ،
يضعهم كالمتاريس،
والتمائم والأنجاس ،
غير المجدية ،
لقضاء لبانات ،
الفؤاد المعذب ،
وحاجات نفس يعقوب ،
وأوطار العاشق الصب
اليتيم المذبذب ،
كأنه أصابه الذرب،
وقد كلت عيونهم ،
من كثرة النظر والخزر ،
من بعد العصر ،
إلى دنو السحر ،
تحت السوحر ،
أصبحوا كالمراميش ،
تأتيهم شهرزاد ،
مزهوة متثنية متغنجة ،
في مشية ذات عنجهية ….
بالشاي والورق … ،
والنرد والنارجيلة والزاد ….
فيشرعون في القمار،
بالعويل والصياح ،
والنبيج كنباج الكلاب ،
والزعج والضجيج،
والصراخ إلى الصباح ،
كالخيطل المسعور ،
لاستفزاز الجيران ،
والتمثيل الأخطل ،
وكالمرأة المزعاج ،
وأهل الزعارة ..
والزمارة ،
لجلب الأنظار ،
وإثبات الذات ،
في الخزعبلات ،
وتمر أيامهم ،
في السفاهات ،
والترهات …
وكل ليلة ..
في مهرجان ..
وهرجان …
ومرجان …
كأنهم في كان ،
أو في مزكان ،
ويقومون بأفعال الدرّان ،
ولا يعلمون أن الفاثور؛
أوناسيس ؛
المفشغ المدعوج ،
قد أفجعته دواهي الدهر،
يستغلهم ،يستدرجهم …
لأجل ربح السنتيمات ،
عن طريق جلب يمؤودات ،
والجلوس بجوار المائدات ،
لشرب الماذيّات …،
نهـــــــــــــــــارا
"""""""""""""""""""
يكلف أوناسيس ،
بعضا من خلانه وأخدانه ،
في الهذيان والهيمان ،
قليلي الحياء ،
بتقريب الكراسي ،
إلى العمارات ،
لأجل تجارة التحرش،
وتحريك الناعورات ،
لكسب الدريهمات ،
والقضاء على الأزمات ،
الناتئات الآتيات ،
من كل الجهات ،
والتي يمر بها ،
خلال أيام وسنوات،
ذهب تليده وطارفه ،
في الرقص والسهرات ،
وبين الدعابيب والمومسات ،
اليوم كون مدرسة ،
في القمار والشيشة ،
وفي المجون والخلاعة ،
والمخاتلة والمخادعة ،
لأكل السحت …
ولكن…
كثيرا أو قليلا..
ستدوم هذه الأيام ،
فشهريار سيهرم ،
وشهرزاد سترحل ،
ستشيخ كالدردبيس ،
و"بوقزدير"الذي
يقود"بولاّز،أنوروس"
و"أورنجينا "وغيرهم ،
سيتبخروسينكسر ،
وسوف لا ينجبر ،
وشمشون سيندثر ،
وكوجاك سيندحر،
وصاحبهم سينتحر ،
والدعبوب سيبكي ،
على شهريار …..
لا كما بكى امرئيّ
أبووهب ذوالقروح ،
بسقط اللوى…
بين الدخول فحومل …
على فاطم….ااا
وثامنهم سيرحل …
وسوف لا يبقى أحد
بقوة الله الصمد ،
الخلان والأخدان ،
سيندمون …..
وهم بدورهم …
ستقرب الكراسي ،
مستقبلا إلى منازلهم …
يوم لا ينفع الندم ،
يأهل السفه والصلف،
والتخلف والقرم واللمم …
تذكروا هذا ؛كما تدين تدان ،
أيها القلاع الجشع ،
الجائع الطماع ،
أصابتك الدوقعة ،
فعليك بالدوخلة …
جدعا لك ،
يا خبيث يا نبيث يا خناث ..
الخليع الخولع ،
الهبهبيّ،
تذكر أيام الجباب ،
والتغب والسغب …
ودع عنك اللعب والشغب ..
لأنك نخب ونخيب …
ومنخاب وحبحاب . .
فارجع إلى ركوب ،
الإبل والحمير،
لأنك من أهل البدو والوبر،
ولست من أهل الحضر والمدر،
ثم ارجع إلى أكــــــــــل ؛
الخبز والزيتون والخروب..
وابتعد عن شرب النخب …
لأنك في ورطة ورطمة ..
كامرأة مرطومة هزقة …
أصابتها الدوخة والدوغة ..
أو كمهرج مهزاق …
كثير الشماص والانملاص ..
والشقاق والنفاق …
إلى أن أصابه ،
الهوان والتوهان ….؟؟؟ااا.
ما بــــــــــــــعد النــــــــــص
""""""""""""""""""""""""
إن حديقة الحومة أصبحت وأضحت وأمست وما زالت وما برحت ـــــ وغيرها من أخوات كان وتنتقل إلى أخوات إن للتأكيد باللام المزحلقة قصد الترسيم والإقرار والإثبات والتحقيق ـــ عبارة عن خريطة جغرافية لقارة سابعة جديدة بعد أطلانتيد، بدون معاهدات وقوانين ونظم ومراسيم وقرارات داخلية ودولية …. فيها واحات وأماكن خصبة خضبة ،وأخرى قاحلة ماحلة قفراء ،كأنك في صحراء ،ـــ حتى الفساقيّ جفت ــــ،بها قطع ذات حدود تجارية اقتصادية ،تابعة لبعض المقاهي والمطاعم، لتناول الشاي والأكلات الخفيفة ،لا أدري من وضع التقسيمات والحيازات ….تارة تتحول إلى مراغة وكناسة وملعب وحظيرة وفندق وملهى وموقف للسيارات ، ومكان لتناول الشيشة والحشيشة وو …وبمباركة بعض المشجعين الذين يريدون الربح فقط على حساب الآخرين ،وسوق للضجيج كأنك في سوق خاص ببيع البضائع والأسماك عن طريق المزاد العلني إلى الفجر، لا أحد من المسؤولين يتفقد هذه الحديقة المهملة ؛ ذات الأحوال المزرية المتردية المضطربة التي تبعث على التقزز والاشمئزاز ، يغيب فيها الاحترام والتواضع والأخلاق الحميدة ،والقول المعروف الجميل ،تغيب فيها عناصر الطبيعة؛من اخضرار وهدوء وانسجام وتناغم،وخرير المياه ،وشقشقة العصافير، ولا ينتبه إلى من حوّلها إلى خريطة مشوهة،ذات مناظر مشبوهة مقيته مخجلة ، يصعب القيام بمسحها وقراءتها وفهمها ورسمها وتقييدها وتحفيظها في اسم الملاكين الذين يملكونها، أو يتصرفون فيها ، وهل هي ملك عام أم خاص ….؟؟؟،مرت عدة سنوات على ميلادها ،وما زالت في طور النشوء والتكوين والارتقاء ..ولم تكتمل بعد صورتها الحقيقية ،ولم تتصف بمواصفات الحدائق المعهودة في المدن الكبرى الراقية …. لأن المهتمين برعايتها وصيانتها بالسقي والتشذيب والتهذيب ،والتقليم والتشحيل ،والغرس والحراسة والمحافظة على ما فيها ،أهملوها بالقلع والبغبغة والدياسة والرفس وهلم عفسا وكرفسة وخربقة ، تركوها جسما بلا روح ، فأضحت كأرض خلاء قفراء موات ،يمرون بها يوميا ،ولا يتفقدون أحوالها ،فأصبحت يتيمة كأمها المدينة …كأنها تعيش في حرب ميتمة …
خــــــاتمة واستنتاج
"""""""""""""""""
من خلال النص وما بعده يتضح أننا لسنا في مستوى التمدن ، قد نلبس لباسا نظيفا أنيقا مزركشا مزخرفا منمقا منمنما موشّى ،ولكن عقولنا متسخة بأفكار خبيثة قبيحة دميمة ، لا نحترم ما يحيط بنا ؛من أشخاص وحيوانات وموضوعات وأشجار ونباتات وجمادات ، لغياب القيم النبيلة والوعي وثقافة الاحترام والدماثة ، نجلس في أماكن نجسة ،نحن الذين تسببنا ونسبب في نجاستها ،لأن الحديقة صعيدها طهر نقي خلقة وسجية ،يصلح للتيمم والصلاة في وقت الضيق والشدة والظروف الطارئة ، والطبيعة أيضا جميلة نظيفة ، وكلما حللنا بمكان ما من أماكنها الخلابة في الشاطئ أو في الجبال إلا وتركنا أزبالا وقتلنا فسائل وأعشابا ،وقشرنا لحاف سيقان وأجذاع الأشجار عمدا ، وكسرنا أفنانها عنوة، وهي تتألم وتحس كما يحس الإنسان بالألم ،إن هذا التصرف الهوجل يعتبر إجراما في حق البيئة .
إن حال الحديقة يدل على حال ومستوى أهل الحي "الحومة والحومات"، وحال الأحياء يدل على حال المدينة ومستوى ساكنتها،يقاس الحال بالسلوك ، ذلكم السلوك المشين الذي نعاينه في حق فضاءات المدينة والشوارع والأحياء ،مليء بالحقد المشحون بالهدم والتخريب ، ينم عن التخلف والانحلال والإجرام ـــ والأمم يتوقف بقاؤها على مدى تمسكها بالأخلاق كما قال شوقي ـــ ..لغياب الأمن والمراقبة والمحاسبة والتنبيه والمعاقبة والتغريم والزجر والردع ،ولا أحد يغير المنكر ويجهر بالحق … …ثم سوء التسيير والتدبير من طرف أهل الشأن المحلي ،بسبب الإهمال وقلة الوعي ،وعدم فهم دور الثقافة الجمالية والفنية في حياة المدينة وجماليتها ؟؟اا.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار