جريدة البديل السياسي – رشيد اخراز
من هول الانفجار، تطايرت الأجسام في السماء، قبل أن تهوي إلى الأرض جثثًا هامدة… مشهدٌ مروّع يتكرر في غزة، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الدمار، ولا مشهد يُرى سوى الركام والدماء.
في كل زاوية من المدينة المحاصرة، قصة تُروى بالدموع، ووجع يُختزل في صرخة أمّ تبحث عن طفلها تحت الأنقاض، أو في نظرة طفل فقد عائلته، فبات يسير في الشوارع حافيًا، مذهولًا، لا يدرك بعد معنى الموت، لكنه يعرف أن شيئًا كبيرًا قد اختفى من حياته إلى الأبد.
المستشفيات امتلأت، لا بالأمل، بل بالألم. الطواقم الطبية تعمل ليل نهار وسط نقص حاد في الأدوية، والكهرباء، والوقود. والبيوت؟ لم تعد بيوتًا، بل كتلًا من الحجارة السوداء، تحكي بصمت ما عجز العالم عن إنكاره.
ورغم كل شيء، ورغم سواد المشهد، تظل غزة تنبض. ينبض فيها طفل ينجو بمعجزة، وأمّ تمسح دموعها لتُطمئن أبناءها، وشابّ يرفع علمه وسط الركام كأنه يزرع حياةً في أرضٍ لا تعرف سوى الموت.
غزة لا تموت، بل تُبعث من تحت الرماد كلّ مرة… لتخبرنا أن الكرامة لا تُقصف، وأن الحياة هناك تُكتب بلغة الصمود.
تعليقات
0