من الذاكرة لكي لا ننسى ..اا. لمــــــــــن …؟؟ بقلم ذ.محمادي راسي
بقلم ذ.محمادي راسي -جريدة البديل السياسي :
من الذاكرة لكي لا ننسى ..اا.
==============
لمــــــــــن …؟؟
&&&&&&
تعبنا / سئمنا / مللنا / كللنا ؛ من الإسهاب والإطناب والإيجاز والتورية والكناية والاستعارة والتصريح والتلميح كتابة ، والاقتضاب والخطاب قولا ، والوقفات الاحتجاجية فعلا وعملا ….. وحالنا كالذي يسقي الرمال بدون جدوى …وسواء كان المسقي سيحا أو مظمئيا … وكالذي يريد أن يمشي فوق الماء أو يكتب عليه ، وكأن الرياح تسفي ما يكتب وينشر ويقال ويرتجل ….وما نظم من وقفات واحتجاجات ، وما ردد من شعارات انتشرت في الحواجر بوهادها ونجادها ….. ضمائر ميتة وهي حية ، عقول متحجرة ، وقلوب مغلفة مغلوبة على أمرها ، كأننا أجلاف ، بسبب الفظاظة والغلظة ، أصابتنا جليفة عظيمة ، وما بالك إذا غمرتنا الجلائف ، ودهانا الفيضان والطوفان ؟.
لا نستيقظ على أصوات نسيسية ممتعة مبدعة ، وإنما على أصوات أنفار وأبواق وأصوار وصفارات ومنبهات السيارات ، بمختلف أنواعها وأصنافها وأعمارها وتاريخ صنعها البعيد والقريب ، تعد بالمئات مصطفة على بضعة كيلومترات كل صباح ، تصورنا بأصواتها المزعجة ، إنه تلوث جديد ينضاف إلى التلوث الحيواني والآدمي ،علاوة على النفايات والأزبال وما يترك من خضر وأسماك فاسدة ، آن الأوان لفتح السوق في وجه البقالين وبائعي السمك وغيرهم من التجار ، وتخصيص “سويقة “خاصة لفك الاكتظاظ ، والقضاء على اللغط ، وبعده يجب تغريم كل من احتل الملك العام ، أو عرقل حركة السير في الشوارع ، أو دنسها بالكناسة ، أو قطع ألأشجار وبغبغ الأعشاب ، أو استغل المحجر لأغراض غير أخلاقية وتجارة اسفزازية ، لا تمت إلى المحافظة على جمالية المدينة وطمأنينة السكينة .
ولكن ؛ “ويمثفتر “؟ و”يمتغنج “؟ و”يمثشطح ” ؟؟… ولمن تدق الأجراس ؟ وعلى من ” تقرأ زبورك يا داود ” ولمن يكتب إخواني الكتاب ؟ وبني انصار تغط في سبات عميق ، يوقظها الزعق والشهيق والنهيق والنقيق وهلم صوتا وزطيطا وزقحا وزقعا وأزيزا ليل نهار،”ثلاثة لا تطاق النق والطق والبق “، وأضيف على الثلاثة الدق والنقر والقرع وقت الاقتراع …. ولا تحرك الساكنة ساكنا ، كأن مدينتنا سوق من أسواق البادية النائية بدون نظام وانضباط ، إننا نعيش في فوضى وسيبة وجلبة ، متى سنشعر بالطمأنينة والراحة والهدوء في هذه المدينة التي لا تحمل مواصفات المدينة شكلا ومضمونا ؟، بعض المسؤولين المقيمين على شأنها لا تهمهم هذه المدينة ، همهم هو خدمة مصالحهم الخاصة ، ومشاريعهم الهامة ، وقد أخذتهم دجم العشق/ بضم الدال / والهوى والشوق والحنين ، لذلك يفكرون في جمع الغنيمة الباردة ، للنزول بالإقامات ذات الكلفة المكلفة ، والمطاعم الفاخرة ، والبحث عن البهكنات في الكرخانات والحانات والخمارات ، لقضاء الليالي الحمراء بين الرقص والهز والبض والبم ، بعيدين عما تتخبط فيه المدينة من معضلات ، وما تقاسيه الساكنة من إجحاف ومشكلات ، وتلوث واستفزاز وابتزاز، وعطالة وفقر وبطالة ، وتسكع وتشرد ولكع ، وبعض المصوتين يعيشون بعيدين عن بني انصار ، لا يشمون رائحة الأزبال ولا يرون الأوحال ، كلما هطلت الأمطار والتي تفضح هشاشة البنية التحتية وأرضية المدينة ، كما حصل لفرخانة خلال الأمطار الأخيرة التي هي خريفية ، وما بالك لو كانت شتوية غزيرة مدراراة ؟، يحضرون كلما حل الانتخاب ، لاخيتار المنتهزين مثلهم الفارغة قلوبهم من الإيمان وحب الوطن وروح المدنية والمواطنة …..اا
إن بعض المنتخبين عليهم أن يرحلوا ويعتزلوا ، يعرفون /فقط / في السياسة التقرب من المواطن عند الانتخاب ، والهرب منه عنوة عند الفوز، فلا يستطيع أن يقول المواطن :”فلان لنا مهرب ” ، أي يهربون إليه في وقت الشدة والمحنة ، وإنما يقول : فلان ما له هارب ولا قارب أي لا يساوي أي شيء ، يحبون الجلوس على الكراسي الوثيرة ، ليبرهنوا على أن لهم سلطة وجاها وقوة ، يعتبر هذا السلوك مرضا نفسيا ناتجا عن العقد النفسية العديدة المعقدة ؛ومن بينها في الدرجة الأولى الأنانية ….و في هذا استغلال وانتهاز ، لذا جاءت الخريطة الجغرافية للمدينة سيئة ، جمالا وعمرانا وصحيا ورياضيا وفكريا واجتماعيا ….، مازالت بني انصار لا تتمتع بملعب رياضي ، ولا مكتبة ، ولا دار للشباب ، ولا مستشفى بمواصفاته الحديثة لعلاج الأمراض المختلفة ، ولا قسم للمستعجلات والقصور الكلوي ، ولا مركز لرجال المطافئ ، ولا مركب جامع لأنواع الرياضات والنشاطات ولا….. بسبب الأفكار السلبية و الرؤية الموسمية لا المستقبلية ، وبعلة انتهازية المسؤولين الذين يفكرون في منافعهم ، لا يهمهم المواطن الفقير والمحتاج ، ولا المدينة؛ شوارعها وحدائقها ، ولا المحافظة على هدوئها وأمنها ونظافتها …
إنه فشل واضح لا غبار عليه ، أزيد من خمسين سنة وبني انصار تتخبط في نفس المشاكل ، وتفتقر إلى أبسط الوسائل ، بل تفاقمت بسبب النمو الديمغرافي ، من سرقة وإجرام و”تشرميل” ولعلعة الرصاص في الشهر المنصرم ، نتيجة تناول الأقراص المهلوسة والإدمان على “السلوسيون.” والسموم وغيرها …، لغياب المراقبة والضبط ، وحريق مركب للصيد بميناء بني انصار في الشهر الحالي دون حضور رجال المطافئ في الوقت المناسب ، كما تبين صور “الفيديو” التي التقطها طاقم التصوير لأصوات سيتي ، وذلك برهان قاطع ودليل ساطع .
آن الأوان لترك المجال للشباب المثقف الواعي الذي له غيرة على مدينته ووطنه ، مسلح بالثقافة والتواضع والتواصل مع الساكنة ،والاستماع إلى همومها ، والوقوف على مشاكلها وما تعانيه من تلوث بيئي وصوتي وأخلاقي ، و ما يروج من فساد بأنواعه المخزية ، والتطواف بشوارع المدينة للوقوف على مواطن الاختلال، وتراكم الأزبال ، ودحر السلوك الناتج عن الأنذال المسخرين من جهات معينة لخلق البلبلة والفوضى في المدينة ، ينتظرون فقط “الهمزة ” “واللعاقة “والمصاصة .
نريد تشكيلة جديدة ، بسبب فشل التشكيلة القديمة ، نريد فريقا نزيها واعيا ، مسلحا بالفكر السياسي والاقتصادي والقانوني لسبر أغوار المجتمع ، والتقرب من المواطنين بالحوار الجاد ، والنقد البناء ، وبعد النظر ، والتطلع إلى الأفاق و المستقبل ، مع مراعاة حاجيات المدينة .
انتهى زمن الضحك على الساكنة ، و”هبل تعيش “و”سويرتي مولانا ” ، والسفسطة التمويهية ، والهرطقة الفاشلة ، والهذرمة الفارغة ،والحذلقة المتجاوزة ، والعجرفة التافهة ، والمناقشة البيزنطية ، بهذه النمطية مدينتنا أصبحت متأخرة عن باقي مدن الإقليم ، من جراء سوء التسيير والتدبير والتوجه والتوجيه ، فالشأن المحلي لا يسير بالجلوس على الكراسي فقط ، وتوقيع الوثائق ،وإنما يتم بالنزول إلى الشوارع ، وتفقد أحوال المدينة والساكنة من حيث الهدوء والأمن والحركة والسير، ولا بد من إشعار الساكن بأن هناك مراقبة من طرف الدوريات الأمنية والسلطات المحلية ، فحينما يجد الجو خاليا يبيض ويصفر، فلا بد من المراقبة التربوية كالتي يقوم بها الطاقم الإداري وهو في ساحة المؤسسة ، تفاديا للشجار والتكسير والتخريب ، ولضمان سير الدراسة في سلام وهدوء واطمئنان .
لا بد من إشراك المرأة في العمل السياسي ، ولها الحق في تسيير الشأن المحلي وهي مدرسة فعلا ، ولمكانتها فهي تحظى بعيد الأم ، واليوم العالمي للمرأة ، واليوم الوطني في العاشر من شهر أكتوبر ، واليوم يحق لكل امرأة في العالم أن تفتخر بالفتاة الباكستانية مالالة يوسف زي ذات سبعة عشر عاما ، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لسنة 2014م، أول جائزة في هذا السن، منذ أن أنشئت جائزة نوبل ، وقد أصيبت في الرأس برصاصة ، دفاعا عن حقوق الفتاة في التعليم ، كما نال الهندي كايلاش ساتيارثي نفس الجائزة الذي دافع بدوره عن حقوق الطفل .
الشريعة الإسلامية أقرت بتعليم المرأة ، العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، والقرآن الكريم أمر بالقراءة ؛ “اقرأ باسم ربك الذي خلق ” أول سورة نزلت على الرسول صلعم ، والقراءة هي معرفة وتواصل وتفتح وانفتاح وتطلع إلى المستقبل ، وبها نكتسب معارف وخبرات ، بها ننتقل من الوجوم والبهم والصمت والعجم إلى النطق والحوار والتمييز بين الأشياء بالمقارنة والنقد والحكم ، القراءة حضارة بها نستطيع الكتابة وكما قال ميخائيل نعيمة : “لكي يستطيع الكاتب أن يكتب ،والناشر أن ينشر ، فلا بد من أمة تقرأ ، ولكي تكون لنا أمة تقرأ ، لا بد من حكام يقرؤون”، والكاتب الفرنسي مونتين “أن تقرأ يعني أن تجد الصديق الذي لن يخونك أبدا ” وتوماس جفرسون الرئيس الأمريكي السابق “إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار، ذلك أن القراءة تطرد الجهل والخرافة ، وهما من ألد أعداء الحرية “وفولتر المشهور سئل يوما عمن سيقود الجنس البشري فكان جوابه :” الذين يعرفون كيف يقرِؤون”، وهذا أينشتين العالم الفزيائي المشهور يوفق بين الدين والعلم بقوله :”العلم دون دين أعرج ، والدين دون علم أعمى “.
من خلال ما ذكر من أقوال فإن تسيير الشأن العام يجب أن يكون بالقراءة والعلم والثقافة ليس بالجهل ، إننا في القرن الواحد والعشرين وما زلنا بعقلية التاسع عشر أو أقل ، انتهى زمن العشيرة والقبيلة والعائلة والتخلف والبدائية والهمجية والقمع والاستبداد والدكتاتورية ،إننا نتوق إلى الحضارة والمدنية والعقلانية والحرية والديمقراطية وإلى كل ما هو حديث وجديد في خدمة الوطن والمواطن .
رغم بداية المقال بالملل والتعب والكلل ….، لأن المسؤولين لا يقرؤون ما يكتب للنظر في أمور هذه المدينة اليتيمة ، فقد استشرت واستفحلت فيها مظاهر السرقات والقتل و”التشرميل “و…. و …وهم غافلون عما يكتب وما يروج ، إلى أن يقع ما يقع ، فعلى المسؤول أن يذهب إلى المشكل ، ليقف على مواطن الاختلال والاختلاس بالمراقبة والمواظبة ، لا بالجلوس في المكتب وينتظر كأنه في المقهى ، في انتظار “نونجة “و”هبورة “وفي انتظار الذي يأتي ولا يأتي … إن الألم هو الذي يدفعنا إلى الإبداع ، وما يرى من مناكر وفساد وسلبيات ….يدفعنا إلى الكتابة ، والجهر بالحق واجب لرفع الحيف والضيم والظلم والطغيان ،وتغيير المنكر واجب أيضا باليد واللسان والقلب وذلكم أضعف الإيمان .
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار