كتاب وآراء

من أوراق مهملة فوق الرفوف ..مـــا زالـــوا على مـــزنــهم..بقلم ذ .محمادي راسي

بقلم ذ .محمادي راسي- جريدة البديل السياسي :

/من أوراق مهملة فوق الرفوف /

مـــا زالـــوا على مـــزنــهم 

“”””””””””””””””””””

استمعوا واسمعوا وعوا:

من لا يحب بلدته لا يحب وطنه ،ومن لا غيرة له فهو ميت،ما لجرح بميت إيلام ،كما قال المتنبي ، ومن لا يسمع ولا يستمع ولا يعي ولا يحذر …وينسى ما يحيط به ،وما يحدق به ….ولا يتعظ …..فهو كالجماد أو كالحجر الأصم الصلدح أو كالمكان الصلد …

تلبدت السماء بالغيوم والمزن ،فأومض البرق الذي يخطف الأبصار منذرا البشر بقدوم المطر ،ودوى الرعد بعلة تدوية السحب التي ترجف القلوب والجسوم وتصم وتخرم الآذان فتجعلها خرماء، وما بالك بالصواعق التي تبز الكهرباء قوة وعظمة …؟. ثم نزل المطر هذا الصباح 28ـ1ـ2012 مدرارا تارة وأخرى رذاذا …فجرى الماء قسيبا ،وانقصفت السيول ،فامتلأت الشوارع والأزقة والأحواض ،ما بالك لو جاءت رياح قاصفة ؟ستكسر وستهدم وستجعل المدينة مظلمة … فأين المفر ؟..سنكون في شبه زلزال لا قدر الله ذلك، ونطلب من الله أن يعصمنا ويحفظنا من كل شر ومكروه .

لقد روي المطر ما لم يرو ،وارتوى وترفه ما بالحديقة ،بعد أن أصابه الجفاف والعجف ، الطريق الرئيسي فاض بمياه الأمطار التي وصلت إلى رصيف الحديقة ،وكانت الشوارع كالأنهار ،بسبب اختناق البواليع ،وتعذر المشي على الأقدام ،وحتى بعض السيارات تعطلت وشلت محركاتها بسبب موزع الكهرباء الذي يصله الماء .

هذا المطر لم يستمر كثيرا،فلو استمر يوما كاملا سنكون في مدينة عائمة كالبندقية أو إحدى مدن الأراضي المنخفضة ،إنهم لا يسمعون ولا يستمعون ولا يعون ولا يتعظون مما سبق ولا يستعدون….أين المجرفات والمحدلات والرافعات والشاحنات والناقلات وسيارات الوقاية والإسعاف …إذا طرأ طارئ ….؟؟أم أن هذا اليوم هو يوم السبت أو “الويكاند ” كما يحلو أن يتفوه به البعض …ااا فأين المداومة …؟.

إنهم في انتظار ..إلى أن يصيب المدينة الطوفان، وفي ذلك الوقت فات الأوان ،وسيكونون خارج التغطية ،ولا عاصم لهم ومن سيقاوم المياه الجارفة العارمة ؟.إننا مللنا من فلسفة الانتظار ، حياتنا كلها انتظار …في الإدارات والمطارات والمستشفيات والمحطات والترقيات والحوارات ….

إن الطبيعة لا تقبل الانتظار ولا الفراغ ….إنهم ينتظرون إلى أن يصيبهم المزن الذي يأتي بالفيضانات ،والفيضانات أيضا لا تقبل الانتظار، وليس لها المكبح ولا الحجام ولا اللجام ولا الحكمة ولا الخطام ولا الغمامة بكسر الغين . إنهم ما زالوا على مزنهم بفتح الميم والزاي .

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار