كتاب وآراء

منقول (عن صفحة الأديب الجزائري عضو النافذة صديقي الأستاذ الطيب صالح طهوري) *نحن و سياسة الإستبغال*

نافذة الابداع و النقد للأستاذ خالد بوزيان موساوي جريدة البديل السياسي :

منقول (عن صفحة الأديب الجزائري عضو النافذة صديقي الأستاذ الطيب صالح طهوري)

*نحن و سياسة الإستبغال*

*قبل الحرب العالمية الأولى انطلقت سفينة شحن عثمانية من اسطنبول إلى “أم قصر” جنوب العراق ، محملة بعدد كبير من البغال لزوم قطعات الجيش العثماني جنوب العراق وشمال شرق الجزيرة العراقية .. فالبغل كان من أهم وسائل النقل العسكرية حينها ..*

*السفينة كانت كبيرة وكان يتم إخبار المسؤول عن إطعام البغال بواسطة “بوق” على السفينة .. فعندما يسمع مسؤول إطعام البغال صوت البوق يبدأ بفرش العلف للبغال .. لم يكن مسؤول العلف هو الوحيد الذي فهم متى الإطعام وإنما فهمت البغال كذلك أنه بعد صوت البوق سيأتي الطعام ..*

*وهكذا استمرت السفينة تبحر والبوق يصدح كل يوم مرتين أن وقت إطعام البغال قد حان ..*

*تأخرت السفينة بعبورها لقناة السويس ولأن العلف قليل ومحسوب على مدة سفر تلك السفينة أدى ذلك لشح في العلف للبغال ..*

*وتم تخفيف علف البغال لمرة واحدة في اليوم .. حينها بدأت البغال تجوع ، وبدأت تخبط بحوافرها أرض السفينة وازداد غضب البغال وازداد هياجها ونهيقها.. فما كان من المسؤولين عن السفينة إلا الإجتماع لتدارك هذه الكارثة حتى لا تُحدث البغال كسر في السفينة تؤدي لغرقها .. هنا خطرت لأحد أفراد الطاقم فكرة ؛ وهي أنه عندما تهيج البغال يقوم مسؤول البوق بإطلاق صوت البوق ، فتحسب البغال أن الطعام على وشك القدوم فتهدأ …*

*‏وهذا ما كان ..*

*كلما هاجت البغال يُطلق صوت البوق فتهدأ البغال ، واستمرت الرحلة على هذا المنوال .. هياج للبغال .. صوت بوق .. هدوء للبغال .. ثم بعد سويعات هيجان للبغال … صوت بوق .. هدوء للبغال .. هيجان للبغال .. صوت بوق … فتات من علف الطعام … حتى وصلت البغال للعراق وانتهت الرحلة بسلام …*

*هذه الخطة بعد نجاحها الساحق على البغال تم تطبيقها على الشعوب المقهورة .. فعندما تجد الشعوب ضعف في الخدمات .. فساد .. سرقات .. أجور لاتكفي قوت يومها .. مساخر في كل شيء … أوهام غير حقيقية .. تأجيل وتأجيل لكل شيء تبدأ حينها تلك الشعوب بالغضب والهجيان والصراخ .. حينها تأتي الأوامر أن أطلقوا الأبواق ..*

*فتبدأ الأبواق تنطلق من هنا وهناك*

*انتظروا فإن الأزمة صبر ساعة*

*المستقبل زاهر*

*الأفق مشرق*

*الإنتصار قريب*

*البلد من أغنى البلاد ولكن …*

*هناك أموال ستأتي*

*هناك حلول يتم الإعداد لها*

*هناك خطط قادمة*

*هناك وهناك وهناك .. ولسوف .. وستأتي .. والمستقبل لا يمكن تخيله من شدة ما سيكون عليه الوضع من رفاهية وخدمات ….*

*وتمضي الأيام والأشهر والسنوات والوضع من سيء لأسوء .. ولا يتم إلقاء سوى الفتات الفتات .. والفتات يقل ويقل وكلما يحس الناس بالظلم والقهر والفقر*

*لا يأتيها الحل سوى من(الأبواق)*

…منقول

من صفحة الفنان التشكيلي الصديق محمد فركوس — مع ‏الطيب صالح طهوري‏.

 

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار