جريدة البديل السياسي
علم لدى مصادر موثوق بها أن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، أصدرت في وقت متأخر، من ليلة الخميس الماضي، حكمها القضائي في حق ممرض متمرن، ضبط في وضعية تلبس بسرقة أدوية من المستشفى الإقليمي بالخميسات، الذي كان يخضع فيه لفترة تدريب مؤقتة.
وأدانت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط المتهم، البالغ من العمر 21 سنة، بالحبس لمدة سنة، في حدود ستة أشهر نافذة، وموقوفة التنفيذ في الباقي.
وكانت شكاية رسمية تقدمت بها ممرضة رئيسية بالمستشفى الإقليمي بالخميسات، حول سرقة أدوية خاصة من صيدلية المستشفى، قد استنفرت الأجهزة الأمنية بالمنطقة، حيث باشرت تحقيقا تحت إشراف النيابة العامة، مكن من إيقاف منفذ السرقة في زمن قياسي، حيث تم ضبطه متلبسا بسرقة علب أدوية من صيدلية المستشفى.
وكانت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بالخميسات قد أحالت، قبل أشهر، ممرضا متمرنا على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، وذلك على خلفية تورطه في فضيحة سرقة من داخل مراكز صحية ومستشفيات كان يخضع فيها لتدريب رسمي، تحت إشراف المصالح المختصة والمعنية بإدارة المستشفى، وأحد معاهد التمريض الخاصة بالخميسات.
وأكدت المصادر أن الطالب الممرض تم عرضه في وضعية اعتقال على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، حيث استنطقه تمهيديا، قبل إحالته على قاضي التحقيق الذي أجرى معه تحقيقات تفصيلية، أكدت تورطه في ارتكاب عملية السرقة.
وتعود أطوار هذه الفضيحة إلى شهر يونيو من السنة الماضية، حيث اكتشف مسؤولو المستشفى الإقليمي بالخميسات، الذي استقبل المتهم باعتباره ممرضا متدربا، نقصا في مخزون الأدوية بالصيدلية الإقليمية الموجودة بداخل المستشفى، حيث أنجزوا بحثا إداريا داخليا، أعقبه بحث أمني أناطت به النيابة العامة عناصر الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية بالخميسات، بعد توصلها بشكاية رسمية من مسؤولي المستشفى.
وكان دخول الشرطة القضائية على الخط قد أسفر عن تحديد هوية المتهم، استنادا إلى استقراء نتائج كاميرات المراقبة، وتحريات أخرى دقيقة أنجزت حول تحركات بعض الموظفين والطلبة الممرضين الذين يترددون على المستشفى، في إطار التدريبات التي يقوم بها الطلبة المتدربون، وفقا لتعاقدات رسمية منظمة لهذه العملية بين ادارتي معاهد التمريض العمومية والخصوصية والمستشفيات المستقبلة، وكذا مندوبية وزارة الصحة بالإقليم.
وكشفت التحريات الأولية أن الممرض المتدرب كان يستغل وجوده الرسمي بالمستشفى والمصحات التي يخضع فيها لحصص التدريب، من أجل مداهمة الصيدليات ومواقع تخزين الأدوية سرا، والسطو على كميات كبيرة من الأدوية، قبل أن يعمل على تصريفها، اعتمادا على وسطاء وتجار. ولم تستبعد مصادر الجريدة أن تكون الأبحاث، قد امتدت لكل الزبناء الذين تسلموا منه كميات الأدوية المسروقة، من أجل إعادة بيعها.
وأفادت مصادر جيدة الاطلاع بأن المتهم حاصرته عناصر الشرطة القضائية، وكذا النيابة العامة، وقضاة غرفة الجنايات، بعديد الأدلة التي تدينه.
ولم تستبعد مصادر “الأخبار” أن يكون الممرض المتدرب قد نفذ عمليات السرقة، اعتمادا على طلبيات خاصة وقبلية، وهو ما يفسر تركيزه على أنواع معينة من الأدوية دون غيرها، وأسرت مصادر خاصة أنه تم تسجيل سرقة بعض الأقراص والأدوية الطبية المخدرة التي تمنح للمرضى وجوبا، وفق تقارير ووصفات طبية مؤشر عليها سلفا من الطبيب المختص، في انتظار أن تكشف التحقيقات التفصيلية عن صحة كل هذه التهم المنسوبة للممرض المتدرب المعتقل من عدمها.
وأكدت مصادر مقربة من البحث أن تفجر هذه الفضيحة واعتقال الطالب الممرض، رافقه تخوف وسط بعض المصحات والمستوصفات التي مر منها المعني كممرض متدرب، أن تكون قد تعرضت هي الأخرى للسرقة والسطو على الأدوية المخزنة بها والموجهة إلى المرضى، وذلك من أجل تصريفها في السوق السوداء، مقابل مبالغ مالية، وفق الشبهة التي لاحقت المتهم الشاب.
تعليقات
0