مغاربة عالقون بتولوز الفرنسية يعيشون أوضعا مأساويا بعد حرمانهم من العودة لأرض الوطن
جريدة البديل السياسي :
أثار قرار المغرب تعليق الرحلات الجوية، جراء تفشي متحور “أوميكرون”، في خلق مأساي إنسانية واجتماعية لعدد من المغاربة الذين وجدوا أنفسهم، فجأة عالقين بالخارج.
ورغم إعلان اللجنة الوزارية للتنسيق وتتبع جائحة “كوفيد-19” عن السماح بصفة استثنائية، بالرحلات الجوية لفائدة المغاربة العالقين في الخارج نحو المملكة انطلاقا من البرتغال وتركيا والإمارات العربية المتحدة إلا أن هذا القرار، الذي انطلق العمل به ابتداء من الأربعاء 15 الماضي ،هم فقط المغاربة المقيمين فعليا بالمغرب، والذين غادروا المملكة منذ 1 أكتوبر 2021، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل حول مصير المواطنين الذين سافروا قبل هذا التاريخ والذين باتوا محرومين من العودة لأرض الوطن لاسيما وأن السلطات حددت تاريخ 23دجنبر الجاري كموعد لإعادة العمل بتعليق الرحلات الجوية للمسافرين في اتجاه المملكة .
“نون بريس” تواصلت مع مواطنين مغاربة عالقين بفرنسا منذ أسبوعين وقد باتوا عرضة للتشرد والمبيت في الشارع في ظل غياب المأوى وانتهلاء صلاحيات التأشيرات الممنوحة لهم .
المواطنون الذين ينتمي أغلبهم لأسر معوزة ولجوا التراب الفرنسي قبل أربعة أشهر بعقود محددة الأجل من أجل الاشتغال في جني الفاكهة بإحدى الضيعات الفلاحية بضواحي مدينة تولوز وبعد انتهاء عقودهم تفاجئوا بقرر تعليق جميع الرحلات المباشرة للمسافرين في اتجاه المملكة المغربية، لمدة أسبوعين،عقب التفشي السريع للمتحور الجديد لفيروس كوفيد-19 “أوميكرون”، الأمر الذي جعلهم يسارعون لطرق أبواب كل من شركتي الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران لحجز تذاكر العودة لأرض الوطن دون أن يتلقوا ردا أو تطمينات من طرف المسؤولين عن الشركتين بقرب برمجة رحلات للمغرب .
وفي الوقت الذي تتعامل به المصالح المعنية بنوع من الاستخفاف واللامبالاة مع معاناة فئة من المغاربة أجبرت على ترك أرض الوطن بحثا عن لقمة العيش لفذات أكبادها ، يسود شعور بالحكرة والتهميش في صفوف هؤلاء العالقين والذين باتوا يعيشون وضعا إنسانيا ونفسيا صعبا لاسيما وأن المبالغ التي ادخروها خلال أربعة أشهر من الكد والتعب سيضطرون مكرهين لصرفها من أجل توفير الطعام والمبيت داخل الفنادق .
ويتخوف المواطنين الذين يقدر عدهم بأربعين فردا من تمديد تعليق الرحلات لأجل غير مسمى الأمر الذي قد يدفعهم للتسول للبحث عن مايسدون به رمقهم علما أن الهم الأكبر الذي يشغل هؤلاء هو نفاذ الأموال التي بحوزتهم والتي كانوا يعولون عليها لإعالة أسرهم المعوزة والتي كانت تمنى النفس بعودتهم لأرض الوطن قبل أسبوعين وهو الأمر الذي لم يتحقق بعد أن تم تمديد مقامهم بشكل قسري بالديار الفرنسية .
.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار