منوعات

مسيرة نضال متجذرة في الفكر والسياسة والعمل الجمعوي وليد العثماني شخصية استثنائية ومناضل من طراز فريد.

بقلم الاستاذ جمال الغازي – جريدة البديل السياسي

مسيرة نضال متجذرة في الفكر والسياسة والعمل الجمعوي وليد العثماني شخصية استثنائية ومناضل من طراز فريد.

ولد سنة 1957 بجماعة بني انصار. نشأ في كنف أسرة متواضعة، حيث بدأ مسيرته التعليمية في مدرسة مولاي بغداد، قبل أن ينتقل إلى ثانوية عبد الكريم الخطابي في الناظور خلال السبعينيات.

بحصوله على شهادة البكالوريا سنة 1980، التحق بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، ليحصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1984.على الصعيد المهني، بدأ مسيرته كأستاذ بعدد من المؤسسات التعليمية بإقليم الناظور، قبل أن يختتم حياته المهنية كمدير لمدرسة الجاحظ.

لم يكن التعليم سوى جزء من مسيرة وليد، فقد كان حاضرا بقوة في ميادين النضال السياسي والجمعوي منذ شبابه. في سبعينيات القرن الماضي، مع تصاعد المد الماركسي والاشتراكي، انخرط وليد في الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية.

حيث تشبع بقيم الحزب ومبادئه، مما أهّله للانتقال إلى العمل الحزبي المنظم.

شغل عضوية مكتب ناحية الناظور لسنوات، وكان كاتبا للفرع المحلي للحزب ببني انصار.

خلال دراسته الجامعية، اكتمل نضجه الفكري والسياسي، وكان ناشطا ضمن تيار طلبة الحزب بجامعة محمد بن عبد الله. عاد إلى بني انصار ليواصل مسيرته السياسية، حيث عمل مع رفاقه على بناء التنظيم الحزبي.

وشهد الحزب أوج إشعاعه في التسعينيات، حين خاض معارك ضد الفساد، مما أثمر مكاسب تنظيمية وسياسية بارزة.

انتُخب وليد عضواً في اللجنة المركزية للحزب منذ سنة 1995، وعاصر بذلك آخر ولاية لعلي يعته.

إلى جانب عمله السياسي كنائب أول للكاتب الإقليمي بالناظور حاليا مازال وليد ناشطا في المجال الجمعوي والثقافي.

أشرف صديقنا وليد على انجاح أول تجربة النقل المدرسي ببني انصار ، كذلك شارك في تأسيس جمعية “أيت انصار للثقافة والتنمية”، التي اهتمت بالثقافة الأمازيغية، ونظمت مهرجانات الأغنية الأمازيغية، كما ساهمت في العديد من أنشطة الحركة الأمازيغية، بما في ذلك التوقيع على بيان أكادير.

في مجال الحزبي مازال سي وليد عضوا في اللجنة المركزية لحد الآن

. على الصعيد التنموي، ساهم في تأسيس وتنشيط جمعيات تنموية ومهنية عديدة، وظل حاضرا في الساحة الجمعوية، حيث يشغل حاليا منصب رئيس فيدرالية جمعيات الآباء والأمهات بإقليم الناظور.

كما يترأس هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع التابعة لجماعة بني انصار، حيث قدم العديد من الأفكار والمقترحات التنموية.

عمل وليد مراسلا لجريدة “بيان اليوم”، حيث سلط الضوء على قضايا بني انصار، خاصة خلال أحداث مليلية في التسعينيات.

وبتعاون مع رفاقه، أشرف على تنظيم تظاهرات ثقافية وتربوية، مستهدفاً تطوير المنطقة والنهوض بها.

شهادات رفاقه تحدث العديد من رفاق وليد العثماني عن نبل شخصيته وعمق تأثيره: بومدين: “وليد رجل محبوب من طرف محيطه المباشر ورفاقه. طيلة أكثر من 40 سنة، لم أسمع منه كلمة سيئة.

هو مثال للرزانة والهدوء في كل الظروف، رجل نبيل بكل ما تحمل الكلمة من معنى”

. بوعمار: “عرفت السي وليد منذ 1973، وتوطدت علاقتنا من خلال النضال السياسي والنقابي. هو رجل هادئ وديمقراطي بامتياز، ومناضل ناجح في كل الميادين”

. عمر بيجو: “السي وليد من قيدومي حزب التقدم والاشتراكية، يتسم بثباته الفكري والنضالي. دوره في المجال الجمعوي والثقافي لا يقل أهمية عن حضوره السياسي، وقد كان عنصراً محورياً في كل المحطات”.

أحمد لكرش: “على الرغم من أنني لم أشاركه المحطات الحزبية، إلا أنني عرفته كصديق نبيل وصاحب فكر راق. وليد شخصية مميزة بنبل أخلاقه وطيبته”. ختاما اقول وليد العثماني، اسم ارتبط بالنضال السياسي، الثقافي، والجمعوي في بني انصار والناظور.

أربعون عاما أو أكثر من العمل الدؤوب، لم يتوقف خلالها عن التزامه بقضايا الوطن والمجتمع.

هو رجل هادئ مثقف، ومناضل استثنائي يعمل بصمت وفعالية، محققا إنجازات تظل شاهدة على إصراره.

إن مسيرة هذا الرجل تلهمنا جميعا، وتستحق كل التقدير والثناء. نسأل الله أن يمنحه دوام الصحة والعافية ليواصل عطاءه في خدمة وطنه ومجتمعه.

 

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار