مريم ضحية النصب بإسم الزواج .. بقلم الأستاذ فارس الرواح
الاستاذ فارس الرواح – جريدة البديل السياسي
النصب باسم الزواج
أنهت الآنسة مريم عملها اليومي بإحدى الشركات وهمت بالمغادرة إلى شقتها التي اشترتها قبل خمس سنوات من الآن بإحدى المدن الشمالية لازالت لم تنته بدفع أقساطها بعد .
بدأت تقترب شيئا فشيئا من عقدها الرابع ، لم يسبق لها أن تزوجت من قبل ، تعيش في شقتها لوحدها ، انتبهت قبل خروجها إلى أن طلبا للصداقة ينتظرها عبر صفحتها على الفايسبوك ، قبلته على الفور ، وقالت سأتحقق من صاحبه بعد أن أصل إلى شقتي .
ما إن وصلت وأخذت وجبتها التي أحضرتها معها من الخارج حتى فتحت هاتفها ، كان قد أرسل لها رسالة عبر المسنجر يشكرها على قبول صداقته وقد قدم لها نفسه على أنه رجل أعمال يقيم بإحدى المدن الشرقية ، الأمور تطورت بينهما بشكل سريع ، وعدها بالزواج منها في أقرب فرصة تسمح له فيه الظروف .
الآنسة مريم كانت الحياة قد قدمت لها كل شيء ما عدا الزوج وقد وجدته أخيرا ، وكانت في عملها هي المسؤولة عن مداخيل الشركة وكانت بالملايين ، أخبرته هي بذلك ..
بعد مدة قصيرة طلب منها مبلغ 5000 درهم ليختبر مدى حبها له على حد تعبيره ، استجابت سريعا ، ثم مبلغ 10000 درهم استجابت أيضا ، كانت تأخذها من مداخيل الشركة ، ثم 30000 درهم ، ثم 40000 درهم ….
كانت كلها موثقة بتواصيل تحمل إسمه ترسلها له عبر وكالة تحويل الأموال ، المبلغ اقترب من سبعين مليون سنتيم .
الآنسة مريم تقول أن عشقيها تغيرت طريقة تعامله معها ، لم يعد ذلك الشخص الذي كان يتودد إليها ، امتنعت عن إرسال المزيد ، بدأ يهددها بنشر بعض صورها على مواقع التواصل الإجتماعي ، في الوقت الذي علم فيها مدير الشركة بالأمر فالمبلغ كبير جدا .
تم فصلها على الفور مع توقيع شيك على بياض لفائدة الشركة إلى أن تتدبر المبلغ وتعيده وإلا فالسجن مصيرها ، ضاع مستقبلها المهني تقول الآنسة مريم وربما ينتظرها الأسوأ ، أما عشيقها فقد قام بحضرها نهائيا ، سافرت إلى مدينته التي يدعى أنه يقيم فيها ، الشرطة أخبرتها أنه يقيم في مدينة أخرى .
سافرت إليها أيضا وضعت شكاية في الموضوع ، اعتقل الرجل بعد أيام .. أنكر كل شيء ، واجهته الشرطة القضائية بكل الدلائل والحجج … اعترف أخيرا ، كان مصيره السجن بتهمة النصب ، في الوقت الذي كانت فيه الشركة قد وضعت شكاية بواسطة محاميها بشأن خيانة الأمانة .. فكان مصيرها السجن هي الأخرى …
كل ذلك بسبب ثقتها في شخص وعدها بالزواج .
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار