مراكش تغرق تحت الأمطار: زيارة ميدانية للوالي تبرز أزمة بنية تحتية عاجلة .
جريدة البديل السياسي : نورالدين عمار
في يوم الأحد 13 أكتوبر 2024، اجتاحت مدينة مراكش أمطار غزيرة تسببت في فيضانات غير مسبوقة، حيث غمرت الشوارع الرئيسية وتعطلت حركة المرور بشكل كامل، ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة. المياه التي تجمعت بسرعة كبيرة كشفت عن ضعف خطير في شبكة الصرف الصحي والبنية التحتية للمدينة، ما أدى إلى غرق سيارات وتوقف النشاط التجاري في عدد من المناطق.
بالتزامن مع هذه الفوضى، قام فريد شوراق، والي جهة مراكش-آسفي، رفقة سعيد العلوة والي الأمن، والقائد الجهوي للوقاية المدنية، والقائد الإقليمي للوقاية المدنية، بزيارة ميدانية إلى منطقة قنطرة تاركة التي شهدت غرق أربع سيارات بسبب الفيضانات.
هذه الزيارة أكدت حجم الكارثة وأظهرت ضرورة التدخل السريع لإصلاح البنية التحتية التي لم تكن قادرة على تحمل كميات المياه الكبيرة.
أمطار الأحد، رغم قصر مدتها، كانت كافية لإغراق العديد من الشوارع الرئيسية، مما شل الحركة بشكل كامل وأدى إلى تعطيل وسائل النقل العامة والخاصة.
المحلات التجارية والمنازل في بعض المناطق عانت من تسرب المياه، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالبضائع والممتلكات.
العديد من السكان عبّروا عن استيائهم من حالة البنية التحتية التي لم تتمكن من الصمود أمام هذه الأمطار، مطالبين بتحسين شبكة الصرف الصحي والطرق لتفادي تكرار هذه الأزمة.
. السلطات المحلية لم تتأخر في التدخل، حيث باشرت فرق الوقاية المدنية عملية شفط المياه من الشوارع الرئيسية، كما تم فتح قنوات الصرف الصحي التي امتلأت بسبب الفيضانات.
في ذات السياق، تم نشر فرق من الشرطة لتنظيم حركة المرور وتوجيه السائقين إلى الطرق البديلة، في محاولة للحد من الفوضى.
المؤسسات المعنية أكدت أن الأمطار ستستمر في الأيام المقبلة، مع احتمال زيادة قوتها في بعض المناطق.
ووجهت السلطات تحذيرات للسكان بضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتجنب المرور في المناطق المنخفضة المعرضة للفيضانات. هذا الحدث أثار تساؤلات واسعة حول جودة التخطيط العمراني في مراكش، وكفاءة شبكة الصرف الصحي، حيث انتقد المواطنون تقاعس المسؤولين في معالجة هذه المشكلات التي تتكرر مع كل فصل أمطار. وفي ظل هذه الأزمة، بات من الضروري أن تتحمل الجهات المعنية مسؤولياتها، وأن تُسارع في إصلاح البنية التحتية في مراكش وفي كافة المدن المغربية، بما يضمن مواجهة التغيرات المناخية المتسارعة.
ما حدث في مراكش ليس مجرد مشكلة محلية؛ إنه إنذار لجميع المدن المغربية التي تواجه تحديات مماثلة.
إذا لم تُتخذ إجراءات سريعة، فإن مدنًا أخرى قد تشهد أزمات مشابهة، مما يعرض المملكة لمخاطر اقتصادية وسياحية جسيمة، خاصة مع اقتراب استضافة الفعاليات العالمية مثل كأس العالم.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار