جريدة البديل السياسي
محمد رضا أبزيك.. فنان يرسم الروح والجمال من قلب شفشاون إلى متحف الفن الأوروبي : عبد المجيد رشيدي.
) نسخة مخفية الوجهة: أنا في عالم تتداخل فيه الألوان بالمشاعر، ويصبح القماش امتدادا للروح، يبرز اسم الفنان المغربي محمد رضا أبزيك كأحد أبرز الوجوه في المشهد التشكيلي المعاصر.
وُلد الفنان محمد رضا في مدينة شفشاون ذات الأزقة الزرقاء، واكتشف موهبته الفنية منذ سن مبكرة، ليشق طريقه نحو العالمية بأسلوب بصري فريد يشهد له داخل وخارج المغرب.
لوحات الفنان محمد رضا أبزيك ليست مجرد أشكال وألوان، بل هي سرديات داخلية، تفيض بالشعرية والتأمل، فنان يعتمد في أعماله على تفاصيل دقيقة، من إيماءات الجسد إلى تعابير الوجه، وينسج منها صورا تعكس حالات إنسانية متشابكة: الحزن، الصمت، الأمل، والسكينة، يرى أن الحزن ليس ضعفا، بل مادة فنية شفافة، قادرة على إبراز هشاشة الإنسان وجماله العميق.
ورغم التحديات، استطاع محمد أبزيك أن يبني مسيرة فنية غنية، أعماله نُشرت في مجلات دولية مرموقة مثل MARIKA وARTELLS وIMIRAGE وFIGGI، وهو عضو نشط في منتدى الفنون الجميلة بكيليس – تركيا، كما اختير ضمن أفضل ثلاثة فنانين تشكيليين في جهة الدار البيضاء-سطات سنة 2022.
واليوم، يواصل محمد رضا أبزيك تألقه من خلال مشاركته في المعرض الدولي البارز بمتحف الفن الأوروبي الحديث (MEAM) في برشلونة، حيث يعرض أعمالا تمزج بين الرمزية والتجريد، وتحمل روحا صوفية وفلسفية. تتميز أعمال الفنان محمد رضا أبزيك برموز بصرية غنية، مثل الحلزون الذي يظهر في عدة لوحات كرمز للصبر والحكمة، أما الألوان، فتلعب دورا جوهريا في التعبير، حيث يستخدم الأزرق للسكينة، والأحمر للقوة والعاطفة، مما يخلق توازنا بصريا وانفعاليا فريدا.
بالنسبة لمحمد رضا أبزيك، الفن ليس وسيلة للعرض فحسب، بل هو جسر للتواصل العميق بين الفنان والمتلقي، فكل لوحة هي مرآة لرحلة داخلية، وشهادة على رؤية إنسانية ترى الجمال في التفاصيل، والمعنى في الصمت.
في عالم يزدحم بالألوان والرموز، يظل الفنان التشكيلي Mohamed Rida Abzik منارة فنية تنير دروب الروح والوجدان، إنه الفنان الذي لا يرسم فقط ما تراه العين، بل يختزل في لوحاته نبض الحياة بكل ما فيها من حزن وفرح، قوة وضعف، هدوء وعاصفة، في أعماله، نجد دعوة صامتة للتأمل في جمال الإنسان وتعقيداته، وفي قدرة الفن على أن يكون مرآة للذات وملجأ للروح، هكذا يظل أبزيك ليس مجرد فنان، بل شاعر يخط بقلمه على قماش الحياة، حكايات لا تنتهي من الإبداع والإنسانية.
تعليقات
0