محمد بولشيوخ: رائد في خدمة الناظور ومغاربة العالم … بقلم الاستاذ جمال الغازي
بقلم الأستاذ جمال الغازي- جريدة البديل السياسي
محمد بولشيوخ: رائد في خدمة الناظور ومغاربة العالم
محمد بولشيوخ، ابن الناظور الأصيل، يجسد قصة نجاح ووفاء لروافد هويته الأمازيغية والناظورية. من حي إيشوماي العريق إلى هولندا ، رسم مسارا استثنائيا في خدمة مجتمعه، متحديا الصعاب ومتفانيا في الدفاع عن قضايا الهوية والترافع عن حقوق مغاربة العالم. محمد ليس فقط باحثا في التاريخ وأصول الناظوريين، بل أيضا فاعل جمعوي ملتزم ومؤسس لجمعيات تركت بصماتها على المشهد الثقافي والاجتماعي. قصته هي قصة عزيمة وتفان لم يعرفا التوقف، رغم التحديات الصحية التي واجهها في السنوات الأخيرة.
صديقنا الأستاذ محمد، ابن قبيلة آيت_سعيد ، ولد عام 1956، وتربى على قيم السلم والمودة. تميّز بشخصيته الحنونة والمضيافة، مولع بالبحث في تاريخ الناظور الكبير، حيث اهتم بأصول الشخصيات الناظورية واماكنها التاريخية.
بدأ مشواره المهني في الثمانينات كموظف في قطاع البريد، لكنه واجه منعطفا حاسما في حياته بعد أحداث 1984 في الناظور ، والتي كانت سببا رئيسيا لقراره بالالتحاق بزوجته في هولندا ، تاركا وظيفته طواعية. تعاطفه مع أفكار حزب التقدم والاشتراكية كان جزءا من توجهاته الفكرية في تلك الفترة.
محمد بولشيوخ عاش محنة خلال رحلته إلى باستيا عبر ألميريا بالقطار، ثم ركب باخرة ضخمة من مرسيليا إلى باستيا ، وهي تجربة تركت في نفسه انطباعات لم ينساها. لحظة مفارقة في حياته كانت عندما اتصل بزوجته من على متن الباخرة، مما أثار دهشتها الشديدة؛ فقد كان التواصل من البحر أمرا نادرا بالهاتف في ذلك الزمن.
كمهاجر، واجه صعوبات كباقي المغتربين في بداية مشواره في هولندا ، لكن مع الوقت تحسنت أحواله واستقر مع زوجته. ورغم تحديات الهجرة، بقي محمد بولشيوخ مخلصا لشغفه بالتاريخ، حيث أولع بقراءته، وكان عاشقا للغة الإسبانية. وقد أخبرني مرة بأن أجداده يعودون بأصولهم إلى الأندلس .
تعرفت عليه شخصيا في عام 2014 أثناء تحضيرنا لتأسيس إطار جمعوي يضم مغاربة العالم من أصول ناظورية. كان محمد من المؤسسين الرئيسيين لجمعية أبناء الناظور في أوروبا وعضوا نشطا في مكتبها الإداري، كما كان أحد مؤسسي جمعية الدار الأمازيغية التي شارك في اجتماعها التأسيسي في مدينة بون .
أسهم محمد بولشيوخ في العديد من الحوارات الإذاعية، حيث دافع عن الهوية الوطنية، وترافع من أجل الناظور ومغاربة العالم في عدة لقاءات رسمية في الرباط ، السعيدية و الناظور . رغم تحدياته الصحية الأخيرة التي أثرت على مشيته، لا يزال محمد ناشطا في العمل الجمعوي، يقدم كل ما في وسعه لخدمة قضايا مجتمعه.
هذه مسيرة محمد بولشيوخ، الإنسان والمثقف، الذي ترك بصمات واضحة على المجتمع ، مغاربة العالم وعلى الناظور الكبير، وما زال يجسد الوفاء والتفاني في خدمة الصالح العام.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار