كتاب وآراء

محاكم التفتيش (l’inquisition) من زلزال لآخر…بقلم:الأستاذ خالد بوزيان موساوي

جريدة البديل السياسي :

محاكم التفتيش (l’inquisition) من زلزال لآخر…

بقلم: الأستاذ خالد بوزيان موساوي

بالأمس سنة 1755 زلزال عنيف يتذكره المؤرخون ضرب لشبونة بالبرتغال (Lisbonne)… ايامها أعلنت الكنيسة حربا هوجاء ضد كل ما من شأنه قد سبب بشكل مباشر او غير مباشر في حدوث كارثة الزلزال…. قادتها “محاكم التفتيش” (l’inquisition).

يذكر الكاتب الفرنسي العالمي فولتير (Voltaire) عبر حكايته الفلسفية “كانديد” (le conte philosophique Candide) كيف كانت محاكم التفتيش هذه ( وهي ذراع الأمن والقمع للكنيسة) تحرق الناس أحياء بتهم الإلحاد والكفر والزندقة والهرطقة… وكل ما اغضب الرب الذي أنزل عقابه – حسب زعم الكنيسة – على شكل زلزال مدمر.

هذا ما حدث في أوروبا القرن الثامن عشر… أوروبا التي تعطينا اليوم دروسا في احترام الحريات العامة وحقوق الانسان وفصل الدين (سلطة كهنة الكنيسة) عن السياسة في الدولة الحديثة…

وفي سنة 2004 شهد العالم المعاصر كارثة بشرية أخرى تحت اسم ” تسونامي” سقط ضحيتها آلاف البشر إذ ضربت ايامها موجات هائلة وصل ارتفاعها اكثر من 9 أمتار شواطئ إندونيسيا وسريلانكا وجزر المالديف والهند وتايلاند…

حينها، والعالم يبكي الموتى مشدوها امام الحدث الجلل، خرج علينا رجال دين (او تجار دين) او لا أعلم كيف اصفهم، يتهمون شعوب المناطق المنكوبة بالالحاد والكفر وارتكاب المعاصي والكبائر… وكأن التاريخ يعيد نفسه…

واليوم اسألهم:

– كيف يفسرون الزلزال الذي ضرب مؤخرا تركيا وسوريا؟

– ما الذي فعلوه للمساهمة في إنقاذ الضحايا تحت الانقاض؟

ام ان ضحايانا وأغلبهم من المسلمين قد ارتكبوا الكبائر…؟

عرف الغرب عدة ثورات اجتماعية وسياسية ودينية وثقافية وفكرية واقتصادية للخروج من الظلمات… كم تلزمنا نحن من ثورة لكي نتعلم متى نلتزم الصمت ومتى نتكلم دون اقحام الدين في كل شيء …

An engraved illustration image of a victim being tortured on a medieval middle ages rack in England, UK, from a Victorian book dated 1868 that is no longer in copyright,

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار