ما أحلى الصراحة… نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز
جريدة البديل السياسي -نقطة نظام يكتبها محمد أعبوز
ما أحلى الصراحة بين صديقين أو زوجين أو بين الأبناء والآباء والأمهات، فهي التي تجعل البيت آمنا والصحبة قائمة والعدل بائنا، هي التي تبني المجتمع على أسس من الأخلاق الرفيعة وتبين مواقع الزلل وتفرش البساط وتكشف الأوراق، وهي التي تدخل السرور وتغلّف القلوب بالحب والودّ والوئام، فما عاش أجدادنا سعداء إلا لأنهم كانوا صرحاء، وعندما غابت الصراحة في زماننا هذا رأينا التعاسة والبؤس على الوجوه رغم التطور الذي حصل، ورغم العيش الرغيد الذي وجد.
ولكن الذي يحدث أحيانا عندما تحب الصراحة، وتعتقد أنها أفضل شيء في الحياة، تصطدم بموقف من تصارحه من الاصدقاء، فإذا ذكرت له عيبه كأنك لطمته على خدّه فيتلوّن وجهه، وقد يقصيك من قائمة أصدقائه لأنك لم تعد مرغوبا لديه، وأنت تشعر أنك خسرت صديقا كان في وقت إلى جانبك يساندك ويحكي لك ما تجيش به نفسه، وعلى حين غرّة تتغير الأحوال وتصبح في نظره إنسانا متصلبا لا تفقه من الحياة شيئا ولا تعرف أصول التعامل مع الناس وأنك أصبحت فظّا غليظ القلب، لا يولّ أحد وجهه نحوك لأنك قد ارتكبت في نظره حماقة لا تغتفر، حماقة عددتها أنت حذْقا ومحاولة لإصلاح نفس دأبت على التلوّن في كل حين.
ولأن النفس أمارة بالسوء فقليل منا من يقبل صوت الآخر حينما يخبره بخطئه وحينما ينبّهه إلى عيبه وحينما يريد أن يصادقه، بل إن كَبْت الفكرة قد تنفجر يوما فتصبح نكرة رغم أنها معرفة، ورغم الارتياح الذي يشعر به الإنسان عندما يصارح الآخر فإنه قد يجني من ورائه عداوة وبغضاء وربما حقدا وكراهية.
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار