مات مولاي أحمد بن أحميدان قروع محروما من حنان الأبناء والإخوةوالشفقة والرحمة …..؟

جريدة البديل السياسي
يعيشون بيننا ونتشارك معهم صفات وسمات عديدة، غير أنهم يختلفون عنا في بعض الممارسات والسلوكيات الشاذة، يعنفون آباءهم ويغتصبون أمهاتهم، يُسجنون أحيانا.
أفعال من منظور المجتمع تجلب لهم سخط العائلة، تختلف قصصهم لكن مصيرهم واحد، السجن والفشل والتموقع في خانة “مساخيط الوالدين”.
أزمة قيم
كان يعيش المرحوم احمد قرون بن حميدان من دوار اولاد محمد السفلى منطقة لهدارة قبيلة كبدانة جماعة اركمان اقليم الناظور جملة من المشاكل التي تعيق طموحاته وتحد من تطلعاته، ولعل ظاهرة العنف ضد الأصول واحدة من أهم التأثيرات التي أفرزتها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية على المرحوم ( مولاي احمد )
لا يختلف اثنان على كون العنف ضد الأصول كان وما يزال من الطابوهات المسكوت عنها في المجتمع لأسباب واعتبارات عدة تتعلق ببنية المجتمع المحافظ حيث كانا (مولاي احمد بن احميدان قروع ) في ريعان شبابه كان مسؤوزلا على مكتبة طه حسين بوجدة ثم بعد ذلك انتقل كمشرف على مؤسسة عقارية تحما اسم ( هاويت وجيت )وكان محبوبا عند اسره والكبيرة والصغيرة وكان الكل يناديه ( السي احمد ).
ولكن مع الأسف الشديد لما تغيرت اوضاع ( مولاي احمد) طردوه اولاده من بيت الزوجية الى الشارع بشارع ( روت مراكش ) بوجدة ةبعد ذلك انتقل الى مسقط راسه دوار اولاد محمد السفلى لهدارة اسقر فيها اكثر من 21 سنة معزولا عن العائلة لا زوجة ولا ابن ولا بنت ولا اخ ولا اخت ولا ولا ولا ……. الا بغض المحسنين ( ……….) كانوا يعاملونه معاملة حسنة ويعتبرونه فردا من اسرتهم ( والله لا يضيع اجر المحسنين ).
وعلى الرغم من تعدد الأسباب التي تقف وراء الآفة، فإن البطالة والفقر تبقى من بين العوامل الرئيسية التي جعلت ( مولاي احمد ) يشعر بالمشاعر والعواطف وحرمت الأسر من نعمتي الحنان والدفء العائلي، وأسهمت في ارتفاع “عقوق الوالدين” بنسبة لافتة للأنظار.
والتأكيد يأتي من الملفات التي يتم البت فيها بشكل يومي بمحاكم المغرب، وبالمناطق الشمالية خصوصا، وتجمع الابن والأم والأب أطرافا للنزاع.
ورغم الإحراج الشديد الذي قد يرافق حديث الناس عن موضوع “العنف ضد الآباء”، فإن جريدة البديل السياسي استطاعت الحصول على رقم مقلق بخصوص الظاهرة يصل إلى حالات خطيرة بقيبلة كبدانة من هذا النوع الصراع بين الأسر والعائلات والاخوة لأسباب تافهة ؛ الشيء الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا نعيش أزمة قيم.
لا يطيقون رؤية أنفسهم في المرآة صباحا، يظهرون بمظهر الطبيعيين في الشارع لكن الأمر غير ذلك بالمنازل، قصص كثيرة تفضح بعضا من المسكوت عنه وما يعتبر من منظور المجتمع “طابوها” وعيبا وعارا و”حشومة”، وغيرها من مصطلحات القاموس الشعبي.
منهم من هدد والده وسلبه مذياعه الوحيد، وآخر سرق سلسلة ذهبية لأمه، وشاب استولى على ثلاجة وتلفاز وعرضهما للبيع بثمن بخس لاقتناء جرعة مخدر يومية.
قيود الإدمان
يعيشون وسطنا، ويتكاثرون في غفلة من الكل بفعل عوامل عدة. والحديث عن قصصهم مرتبط بمتعة الليل في عالم لا مكان فيه للبسطاء، بعيدا عن أشعة الشمس، قريبا من أضواء النوادي و”الحفر” الليلية وشوارع الإدمان بحثا عن نسيان واقع مر والتحرر من قيود الفقر والحرمان داخل منازل تضيق بمشاكل قاطنيها.
فالمجتمع الذي يطرد هؤلاء “المساخيط”، الفئة التي كبلتها المخدرات، باسم الأخلاق، هو المجتمع نفسه الذي يرمي بهم في أحضان الهلاك والانتحار أحيانا والتطرف أحيانا كثيرة، وسط صمت مريب.
“وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا”، من هذه الآية القرآنية انطلق ، لنؤكد أن تعاليم الدين الحنيف تحث على طاعة الوالدين والبر بهم وخصتهم بمكانة متميّزة، إلا أن الواقع يواجهنا بحالات عكس ذلك تماما، فكم من أم أوصلها عقوق ابنها إلى ردهات المحاكم وجابهها بكلمات قاسية وسقاها المر، مضيفا أن دوافع العنف في الغالب ما ترتبط برفض الأم الرضوخ لطلبات الابن المدمن.
(مولاي احمد ) عاش حياة قاسية محروما من حنان اولاده واخوته وكان يعاني مرارة الحياة اتجاه اسرته الى ان عجز عن التحرك ونقل على وجه السرعة الى المستشفى الحسني بالناظور من طرف بعض المحسنين الذين كانوا يعتبرونه فردا من افراد اسرتهم ومكث (مولاي احمد) ثلاثة ايام بقسم الانعاش بالمستشفى الحسني بالناظور حتى وافته المنية رحمة الله عليه وظهرت والزوجة والأبناء والاخوة والاخوات.
ولكن سكان الدوار تكفلوا بدفن المرحوم ( مولاي احمد ) بمقبرة سيدي المخفي اولاد زعاج لهدارة .
فالابناء والاخوة ينظمون كل واحد على مهواه ولائم العزاء ( الزرود ) في منازلهم ينادون على الفقهاء لتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم والدعاء للمرحوم ( مولاي احمد ) الذي كان محروما من الحنان والشفقة والرحمة اكثر من 21 سنة .
فالسؤال المطروح اين كانت الاخوة والأبناء طيلة حياته …….؟؟؟؟؟
فرحم الله المرحوم (مولاي احمد بن احميدان قروع) برحمت الواسعة وأسكنه فسيح جناه وانا لله وانا اليه راجعون .
- اللهم عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله، واغفر له ذنوبه بفضلك ورحمتك.
- اللهم اجعله من الذين سعدوا في الجنة، خالدين فيها أبدًا.
- اللهم أمّنه من فزع يوم القيامة، واجعل نفسه مطمئنة برحمتك.
- اللهم اجعل عن يمينه نورًا، حتى تبعثه آمنًا في رحمتك الواسعة.
- اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، وأكرم نزله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار