كتاب وآراء

ليلة القبض على ” مي الباتول” / قصة قصيرة…بقلم الأستاذ طعام عبد المجيد

بقلم الاستاذ طعام عبد المجيد – جريدة البديل السياسي 

ليلة القبض على ” مي الباتول” / قصة قصيرة

 

هذه السنة تاخر عن موعد موسم جني وتصدير ثمار ” لاڤوكا” بسبب الحرارة والجفاف …. كان الحاج لافوكا يشعر بكثير من القلق ، لذا أصر في هذه الايام الحارة على ضرورة تتبع عملية السقي كل صباح …، حفر خمس ٱبار ووضع عليها ٱلات ضخ ضخمة ، تضخ المياه من الفرشة المائية المنهكة بدون انقطاع طيلة ساعات اليوم والأسبوع .

كان القلق باديا على وجهه ذلك الصباح الحار ، وهو يحاول أن يختصر الطريق المؤدي إلى ضيعته ،مر على حي “لاحونا” ثم عرج على حي” الرجا فالله” ،فجأة رمق امرأة عجوزا متعبة وقد رمت قليلا من الماء بجانب باب منزلها … قهرها الغبار الذي استقر في رئتيها ومنعها من التنفس بعد أن تحول إلى مرض ربو.. . استشاط الحاج لافوكا غضبا، لم يتقبل أن يرى ماء يهدر في غير ضيعته ، فقرر أن يتوجه إلى مقر القيادة ليرفع شكاية بهذه العجوز التي تبذر ثروة الوطن …أمام باب القيادة استقبله السيد القائد بترحيب خاص ، أدخله إلى مكتبه و استمع إلى شكايته ..

كان السيد القائد يدون كل الغضب المتناثر من بين شفتي الحاج لافوكا … سجل النازلة بكل معطياتها وحيثياتها وعرف عن طريق “المنشار” مقدم الحي اسم المرأة العجوز قال له :” أمي الباتول هي مولات هاذ لفضيحة .. تكلمت معها مرارا سيدي القائد ،.. كل صباح ترمي سطل ماء قرب عتبة كوخها … ايوا بزاف هاذ الشي !!! ”

نظر السيد القائد في وجه الحاج لافوكا وقال له :” تتسمع سيد الحاج … رجالنا تيقوموا بخدمتهم … هاذ المواطنين لا يعرفون قيمة الماء .. إنهم مبذرون ومفسدون … ضميرهم ميت !!!…هون على نفسك سيد الحاج … لا تقلق …. لا تقلق سنلقن هذه السيدة المبذرة لثروة البلاد درسا لن تنساه ولن ينساه سكان الحي كذلك .. بقا على خاطرك ولا تقلك سيد الحاج … الوطن يحتاجك ونحن كذلك نحتاجك… الله يطول لنا في عمرك”

انصرف الحاج لافوكا والغضب يتقاطر من عينيه ، ركب سيارته الرباعية الدفع وانطلق تاركا وراءه غبارا كثيفا، خنق كل من القايد والمقدم الذين كانا يستعدان للخروج ليلا اتجاه كوخ ” مي الباثول ” من أجل زجر المرأة العجوز التي ضبطت في حالة تلبس وهي تبذر ثروة الوطن …

اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار