لن أتزوج إلا رجلاً يعامل أمي كأنها أمه
سلوى الهواري – جريدة البديل السياسي:
السلام عليكم.
لم أكن أنوي نشر مشكلتي لأنني لا أعتبرها مشكلة بقدر ما أراها بمنظور ايجابي ألا وهو أن الله تعالى سيرني إلى طاعته، فرضى الله من رضى الوالدين أنا فتاة وحيدة ليس لي أخوات، لي أخي صغير في العمر ساهمت في تربيته وأعتبره مثل ابني طالبة جامعية متخصصة في طب الأسنان.
مشكلتي بدأت مند سنوات عندما حدث مشكل كبير بين والدي وقد أدى الى الطلاق، لكن هدا الطلاق لم يكن بالتراضي، فحدثت مشاحنات كبيرة بين العائلتين، وراحت أمي ضحية، والله أمي أجمل امرأة وأحن أم، كانت جد طائعة وخلوقة، غرست فيا القيم والمبادئ والدين، لم تنهرني دوما، علمتني الخوف من الله قبل الخوف منها، وحب الله قبل حبها، لدا الجميع يشيد بحسن تربيتي وأخلاقي وفصاحة لساني و حلاوة روحي.
وأنا جد جميلة، المشكلة أن الجميع حرض على هدا الطلاق وكنت حينها بسن صغيرة 17 سنة لكن عندما كبرت عرفت بأنهم فعلوا دلك ليفرقوا بين والدي فهما تزوجا عن حب وأشهد بأن أبي كان يحب أمي كثيرا ويحترمها، وهنا أعيش في منطقة صغيرة.
الرجل يجب أن يعنف امرأته ويجب الأ يعطيها وجها، لكن أبي كان كريما في معاملتها، وانفصلا بعد زواج دام 20 سنة وبعد أن تم الطلاق بدأت الوجوه والنوايا تظهر على حقيقتها فمن جهة قاموا بتخريض أبي علينا ولم يعد يعطينا النفقة وأرادوا أن يمنعوني من الدراسة، ومن جهة عائلة امي لم يرحبوا بها في منزل أبيها مع العلم أن أمي ربة بيت لا دخل لها، لدا عانينا كثيرا .
ادا صرفوا علينا منوا دلك، ولم يكن أحد يدفع فاتورة الكهرباء أو الماء، قامت أمي ببيع ما تملك من الدهب لكي تشجعني على اتمام دراستي ، فأنا كنت الاولى على مستو منطقتي ولم يكن أحد من عائلتي داء دكاء حاد أو فطنة، لكن العلم هبة من الله ونعمة ، مثله مثل المال والبنون، لم نحسدهم يوما على ما يمتلكون، لكنهم حصدوا أمي عل زوجها وعلى ابنتها .
فأنا شاطرة في اعمال البيت و طالبة نجيبة التحقت بالجامعة في العاصمة وواجهت الكثير من المصاعب فلم يكن لدي أحد يسأل عني أو يعينني، حتى أني كنت أحرم نفسي من اشياء كثيرة كيلا أكثر الطلبات على أمي .
بالرغم من أن أمي تنحدر من عائلة غنية، لكنهم كانوا يتسببون ويقولون لها لن نعطيك أموالا لكي تربي أبناءه ثم غدا سيكبرون ويرجعون إلى والدهم، ونسوا بان اولاده هم أولاد أختهم لكن لا أحد سيفهم كانت أمي تتعرض لكثير من الضغوطات وكانت المسؤولية كبيرة عليها، كانت تبكي معظم الوقت، كنت أنصحها وأعيد لها ما زرعته مني من دين، كنت دائمة الاتصال بها ، لا تنام إلا بعد أن أحادثها لساعة أو أكثر، أروي لها ما حدث معي.
كنت رفيقتها وسندها في محنتها، لكنني كنت بحاجة الى مغيث، الى يد تربت على كتفي، كان لي صديق أعرفه مند زمن، كان نعم الصديق لكنه تغير علي، لم أكن أعلم سبب تغيره لدا كنت في كل مرة أنسحب من حياته حفاظا عل كرامتي، فهي أغلى كنز املكه، إلى أن صارحني بحبه وأراد الزواج بي.
كنت حينها صغيرة، ولم أقدر أن أترك أمي لوحدها، قال بأنه سيهتم هو بنا ويتحمل مسؤوليتها، لكنني لم أشعر بالأمان ولم ارتح لفكرته، ثم قال بأنك عندما ستتزوجين سترتاح أمك ويرتاح بالها، أخبرته بأنك لا تعرف كم هي علاقتنا وطيدة، أمهلي فقط بعض الوقت إل أن تتحسن وضعيتنا وعندها سنتزوج.
اخطبني وسننتظر قليلا، لكنه أراد لوي دراعي ورفض، لم أعرف مادا أفعل؟ فأنا كنت قريبة كثيرا من أمي، أعلم أمي واعلم أنها تحب كرامتها وعزة نفسها، هي عندما تكون في بيت أبيها لا تفتح ثلاجهم ولا تطلب أي شيء من أحد، فما بالك غدا تكون معي في منزلي أنا وزوجي وهو يأتي من عمله وربما يكون غاضبا بسببه لكن ربما ستفهم أمي أنه بسبهها لأنها أكثرت علينا.
قبل ان أبحث عن راحتي بحثت عن راحة أمي، بكيت كثيرا و حاولت جاهدة البحث عن عمل كي أعيل عائلتي ونفسي، والحمد لله مستواي في اللغات الأجنبية اهلني إلى العمل بدوام جزئي مع شركة أجنبية.
الحمد لله كل هدا من رضى أمي، وأصبحت أشتري وأصرف عليها وعل أخي الصغير ولا يحتاجون لشيء، ومازال أهلي لا يعلمون بعملي لم أشأ إخبارهم لأنهم حقا ليسوا اهلي ، مؤخرا عندما كنت بالبيت صرت مناوشات بين خالي الكبير و أمي وقال لها كلاما جارحا بأنها أصبحت طماعة وأنه لا يهمها سوى المال وقال كلاما لا يمكنني قوله لأنه ينزع منه صفة الرجولة والأخ السند لأخته، عندها تدخلت وطلبت منه أن يحسن الكلام معها فمن فعل خيرا فهو يفعله لنفسه ولم نكن يوما محتاجين لصدقة منهم، يكفي بأن الله رزقنا بالقناعة وطيبة القلب.
عندها صمت وخرج دون قول شيء، وأنا عانقت أمي وصبرتها بأنني دائما بجانيها، أجابتني لكنك سيأتي يوم وتتزوجين فيه ، عندها حلفت لها بأنني لن أتزوج إلا بعد أن ألق زوجا يراك أما له قبل أن يراني زوجة له وبأنني لن أتزوج إلا بعد أن أشتري لك منزلا أسجله باسمك والبي كل احتياجاتك، كما أنك ستعيشين أين سأتزوج سواءا بالطابق العلوي أو بالمنزل الدي أمامي.
وغير هدا لا أقبل الكثيرون ظنوا بأنني مغرورة بسبب جمالي وبأنني أرفض طلبات الزواج بسبب دلك ونستواي العلمي وقوة شخصيتي، لكنني في صميم قلبي رضى أمي وراحتها هو أكبر هدفي، فبعد أن تخلى عنها الجميع كيق يسعني فعل دلك، لا يمكنني نكران جميلها، فأنا ما كنت ما أنا عليه اليوم لولاها هي فأدهوا لها بطول العمر والصحة أعتدر على الاطالة وشكرا جزيلا لكم
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار