لقطـــــــــــة صيـــفيــــة…بقلم ذ.محمادي راسي
بقلم ذ.محمادي راسي- جريدة البديل السياسي
لقطـــــــــــة صيـــفيــــة
———————–
في البــــــــدايـــة
==========
لكل شيء بداية ونهاية ،حتى المرحوم نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل له رواية بعنوان ؛[ بداية ونهاية]،وإن كان الخط المستقيم لا نهاية له في الهندسة ،والكون لا نعرف بدايته ومتى سينتهي ، ؟ولا جديد تحت الشمس ،وكل جديد قديم وكل قديم جديد ؛
مللت كل قديم حتى مللت حياتي
إن كان عندك شيء جديد فهات .
والقوي لا بد أن يكون ضعيفا في وقت ما، إذا طال به الزمن أو دار عليه ،والعكس كذلك على حسب الظروف والملابسات…..لما نزل من سيارته الألمانية عرفته أنه في بدايته ،ومبتدئ في مشواره ونهجه وسلوكه ،ترجل نحو المقهى وهو رافع رأسه إلى السماء ــ كالسنابل الفارغة ـــ بنظارته الشمسية “باكوربان ” ، وساعته اليدوية الذهبية ،ثم جلس جلسة غير عادية ،وضع رجله فوق الأخرى ،ليظهر حذاءه الرياضي ذا الثمن الباهظ ،كل ما فيه يلمع ،يلتفت يمينا وشمالا ،كان قلقا ؛كـأن شيئا ضاع منه، أو ينتظر أحدا ….؟ ،أخرج علبة من السجائر الرفيعة والولاعة العسجدية ، فوضعهما فوق الطاولة ،ثم الهاتف النقال من نوع “أيفون “…اقترب إليه النادل ليسأل عما يريد أن يشربه …فطلب منه مشروبا ،يشرب في ديار المهجر فقط ،فأجابه النادل متأسفا ؛إن هذا المشروب غير موجود لدينا ، كل هذه العمليات والحركات ليثبت ذاته الضعيفة الناقصة ،
وهذا السلوك سلوك الأغنياء السفهاء ، يقوم به مرة في السنة ،لا يستطيع أن يواظب عليه لنقص في الميزانية المادية ،إنه “زوزو” يمثل ، على من يمثل وعلى من يفتخر ؟ ،وبماذا يفتخر ؟ ، “قل لي بماذا تفتخر أقل لك ما تفتقر إليه” ،مثل إسباني ، وعلى من تقرأ زابورك يا داوود ؟؟ااا…….
حتى هيئته لا تنم عن موظف ،أو شخصية بارزة أو….إن ذلك اللباس لا يلائم وشخصيته البدوية البادية في كلامه وحركاته ،كأنه أعرابي في المدينة ،إنه مجرد إنسان كباقي الناس ….إن القرد سيبقى قردا وإن لبس الحرير والدمقاس ….ااا.
مرت بضع دقائق ،فحضر أحد أقربائه، بعد التحية والسلام ، طفق يستفسره عن حالته الصحية والنفسية ،بعد أن دعا له بالبركة في سيارته الجديدة الفاخرة ، فأجابه إن بلاد المهجر صعبة و فيها أزمة ، ثم ضحك قليلا ؛لأنها أي؛ السيارة ليست في ملكيته ،وإنما اكتراها فقط ليتباهى بها،ليكسب قلوب الفتيات، وليثبت أنه ذو مال ،وشخصية فذة ،ونجم من نجوم الفن السابع، أو أنه لاعب في فريق مهم بدليل حذائه …إنه في بداية التمثيل الفاشل ……ويعيش في الأوهام والأكاذيب …وما زال يكذب …حتي قيل :”أكذب أكذب حتى يظن أنك صادق ” ، عليه أن يضع نصب عينيه هذا المثل ؛”الكذب داء والصدق شفاء ” …..
كانت البداية بداية فاشلة مقدمة وعرضا وخاتمة ،”الأعمال بخواتمها “، و”خير الأمور أحمدها مغبة “،و”بعض القول يذهب في الرياح “،ختمت هذه البداية بالأمثال السابقة لأنسى مثل هذه البداية ؛قولا وفعلا وحركة وتمثيلا وعجرفة وسفاهة وغنجا وغندرة
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار