كيف نحبب الصغار في الصيام؟
جريدة البديل السياسي المغربية
إذا كان الله عز وجل قد فرض الصوم علي المكلفين ومنحهم من الرخص ما ييسر عليهم الصيام وكان لشهر رمضان خصوصيه دينية لنزول القران والملائكة وجبريل عليه
السلام في ليله القدر وتلك الليله في عبادتها أفضل من ألف شهر اي مايزيد عن ثلاثه وثمانون عاما فأن لجلال هيبه هذا الشهر الفضيل وروحانياته قدسية يجب احترامها من خلال ما يصدر من أقوال وأفعال ابتغاءا لمرضاة الله وامتثالا لأوامره التي تحض علي الحياء والاحتشام والتقوي والتحلي بمكارم الأخلاق والامتناع عن ارتكاب المعاصي والأثام وتلك من مظاهر الإيمان
وحيث أن رسولنا الكريم ( صلي الله عليه وسلم) قال:" من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه" ومن هنا تتضح اهمية الإيمان بالنسبه للصائم والأيمان هو اعتقاد وقول وفعل ولايتم إلا بمجموع الثلاثة وهذا ما أشار إليه القرأن الكريم والسنه النبوية الشريفة لذلك يجب علي الآباء والأمهات تحبيب الأبناء في الصوم وتعويدهم عليه منذ الصغر مع تعريفهم بأحكام الصيام وعلاقته بالإيمان وأهميته وفضائله كركن من أركان الأسلام التي يجب ترسيخ مفاهيمها الصحيحه في أذهانهم منذ مرحله الطفولة هذا ما أكده د.سيد حسن السيد الخبير الدولي للاتيكيت.
وآداب السلوك بوسائل الإعلام والمحاضر بالمراكز التدريبيه المتخصصه في تعليم الاتيكيت وآداب السلوك المتحضر ولتوضيح كيفيه تحبيب وتعويد الصغار علي الصيام يقدم د.سيد حسن السيد للآباء والأمهات النصائح التالية :
– 1 – أكد علماء الطاقة أن هناك شهرا من السنة تتكاثف خلاله الموجات الضوئية وهو شهر رمضان زمن نزول النور القرأني ونزول الملائكه وسيدنا جبريل عليه السلام في ليله القدر حيث تبلغ ذروتها من الهالة النورانية في تلك الليله لذلك فإن شهر رمضان يعتبر أفضل فرصه لشحن الطاقة الإيمانية الروحية والنورانية للتواصل مع الله وكل من يعيش مع الله يزداد إيمانه فلا يغويه الشيطان ولايتأثر بأهوائه وإذا كان شهر رمضان هو سوق كبير للطاعات فلنشتري منه الهدي حتي يعفو الله عنا وننال الغفران والعتق من النار
2- قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم):" أن الله يحب أن تؤتي رخصه" كم من شباب أصحاء وليس لديهم أسباب تمنعهم من الصيام ولكنهم لايصومون بحجة عدم تحملهم للجوع والعطش أو الامتناع عن التدخين ثم يقومون بأفطار المساكين معتقدين بذلك أنهم يستخدمون من الرخص مايبيح لهم الإفطار وكم من فتيات صائمات يخرجن في نهار رمضان وهن مرتديات ملابس خليعة خالية من الاحتشام دون مراعاه أن في ذلك عدم احترام حرمه الشهر الفضيل فضلا عن خدش حياء الصائمين ولكنهن يعتقدن أن الإيمان ماوقر في القلب وليس في المظهر. وكم من موظفين يذهبون إلى أعمالهم في رمضان ثم نجدهم يقصرون في أداء مهامهم الوظيفيه ومنهم من يترك العمل علي سبيل التزويغ بحجه الصيام دون مبالاه بأن ذلك فيه تعطيل لمصالح المواطنين .
وكم من موظفات يتخذن من مقار أعمالهن في نهار رمضان مجالس للدردشه التي لاتخلو من الغيبه والنميمه كنوع من تسليه الصيام وذلك علي حساب وقت العمل الذي يتسببن في اهداره. وكم من صائمون في الطريق العام كثيرا مانجدهم يتشاحنون ويتشاجرون ويتبادلون السباب والشتائم ومنهم من يتعمد إلقاء القمامة علي الأرصفة دون وضعها في الصناديق المخصصه لها و ذلك يعتبر نوع من الأذى الذي يجب اماطته عن الطريق وكم من جيران صائمون لايراعون حق جيرانهم عندما يتسببون في احدات أصوات ذات ضجيج مقلقه لراحتهم دون مراعاه لاوقات نومهم وراحتهم حقا أن الصوم من العقيده لكونه من أركان الإسلام ولكن الإيمان يشمل العقائد والأخلاق والأعمال أين هؤلاء الصائمون من الإيمان حتي يكون صيامهم مقبولا فيغفر الله لهم ماتقدم من ذنوبهم قال الله تعالي:"والذين امنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم" ما أحوج الكثير من الصائمين إلى ضروره التمسك بتعاليم الدين حتي يكتمل إيمانهم ويتقبل الله صيامهم.
3- من مظاهر الإيمان الاستقامه وحسن الخلق وحب الآخرين في الله وترك النواهي والإيمان له درجات ومراتب قال رسول الله (عليه الصلاه والسلام):" الإيمان بضع وسبعون شعبه أعلاها قول لا إله إلا الله وادناها اماطه الأذى عن الطريق" وقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم):"الحياء شعبة من الإيمان " ان التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر لذلك فإن تحبيب الابناء في الصيام وتعويدهم عليه منذ الصغر وتعريفهم بأحكام الصيام وعلاقته بالإيمان و أهميته وفضائله مسئولية كل أسرة من خلال التنشئة الاجتماعية للأبناء منذ مرحله الطفولة ومن الأقوال والأفعال المرتبطه بالإيمان والتي يجب علي الوالدين تلقينها للأطفال حتي يمكن ترسيخها في اذهانهم منذ الصغر فيلتزمون بها عند الكبر وهي (الحياء والاحتشام والامتناع عن الغيبة والنميمة والكذب والسخرية وسوء الظن كما يجب غض البصر عما حرمه الله والاستئذان عند دخول بيوتا غير بيوتهم مع ضروره مراعاه إتقان العمل ومراعاه حق الجار واماطه الأذى عن الطريق مع عدم التعدي علي الآخرين لفظيا اوجسديا وحتي يكون مايتم تلقينه للاطفال مجديا يحب أن يكون الآباء والأمهات القدوة الحسنة لهم فلايفعلون خلاف مايقولون ثم بعد ذلك يتم تعويدهم علي الصلاه وتحبيبهم في الصوم وتعويدهم عليه تدريجيا
4- عند تحبيب الطفل الصغير في الصوم لا داعي للوالدين ترديد عباره (سبني أنا صايم) لتبرير عصبيتهم بأنهم صائمين لأن هذه العباره تعطي انطباعا سيئا لدي الطفل عن معني الصيام و إذا كان الوالدين يشرحون للطفل فوائد الصوم بأنه يعلم الصبر وقوه الاراده فلا يجب عليهم أن يغضبون ويصرخون وينفعلون انفعالا شديدا ويتعصبون لأتفه الأسباب وهم صائمون حتي تكون أفعالهم تطبيقا لأقوالهم وعند التحدث عن الصوم بأنه يجعل الصائم يشعر بالفقراء والمحتاجين الذين لايجدون مأيأكلون من طعام فلايجب الإسراف عند إعداد موائد الإفطار لدرجه إلقاء الفائض في سلة القمامه حيث أن الطفل ذكي ويستوعب مايقال ويلاحظ مايراه وإذا شعر بوجود تناقض بين الأقوال والأفعال فأن ذلك يؤدي إلى تشوش تفكيره وقد يفقد الثقه في الوالدين نتيجه لذلك كما يجب علي الوالدين عدم الإسهاب والتطويل عند شرح معني الصوم وفضائله وأهميته للأطفال حتي لايشعرون بالسأم والملل بل يجب اتباع أسلوب التشويق بأن يطلب منهم ذكر ماقرأوه أو سمعوه من أحاديث نبوية عن الصيام في المدرسه. وفي حاله تعويد الأطفال علي الصيام يفضل تعويدهم من سن التاسعة ولاداعي للمبالغه في فرض الصوم عليهم حتي لايتم تحميلهم بما لا يطيقونه وحتي لا يصوم الطفل خوفا من تعنيفه أو السخريه منه أن أفطر فتضعف قواه ويصاب بالإعياء
5- قبل تعويد الأطفال علي الصيام يجب التوضيح لهم أن الصوم لايعني الامتناع عن الطعام والشراب فقط بل هو أخلاق حسنة ومعاملة كريمة وتحمل مسئوليه وعنايه بالتربيه والتعليم وهذا هو المقصد الشرعي في صيام الأطفال . ولتحبيب الأطفال في الصيام وتعويدهم عليه فقد أكد علماء النفس والتربية أن هناك خمس طرق تحبب الطفل في الصوم وتجعله مقبلا علي طاعة الله الطريقه الأولى وتسمي الصوم التجميعي حيث يصوم الطفل في اليوم الأول إلى منتصف النهار ثم في اليوم التالي يصوم من منتصف النهار إلى المغرب وتقول الأم هكذا تجمع لك اليومان الناقصان ليصبحا يوما كاملا والطريقة الثانية تسمي (صوم العصفوره) حيث يصوم الطفل من الفجر وحتي اذان الظهر ثم يتناول الطعام والشراب طوال فتره ماقبل العصر ثم يستكمل الصيام حتي المغرب.
ويجتمع مع أفراد العائله وهو يشعر بأنه قد صام كالكبار فأستحق علي ذلك الجلوس علي المائدة الرمضانية معهم. أما الطريقة الثالثة هي صوم الطفل عن الأكل فقط وتفضل العديد من الأمهات اتباع هذه الطريقة مع صغارهن في البدايه خوفا عليهم من الجفاف أو الإرهاق أو حالات الإغماء وينصح بهذه الطريقة في حاله الأطفال المصابين بمرض السكر أو أي أمراض أخرى تحتاج إلى تناولهم لأدوية في وسط النهار وفي ذات الوقت لاتشعرهم بأن هناك عجزا لديهم عن الاستمتاع بالصوم في هذا الشهر الكريم أما الطريقة الرابعة فتطلب جلوس الأم مع طفلها لتحكي بعض قصص الأنبياء المشوقه ممن كانوا يصومون ويفعلون الخير في عمر طفلها وتؤكد الأم لطفلها أن جزاء هؤلاء الجنه وان طاعتهم لله هي التي جعلتهم أنبياء متميزين عن غيرهم من البشر وان طفلها سيكون متميزا إذا أطاع الله وصام.
أما الطريقة الخامسه فتقوم الأم بجمع الطفل مع أصدقائه المتقاربين له في السن ثم تقوم بعمل مسابقه بين جميع الأطفال وتمنح جائزه يفوز بها من يصوم ثم يفطر عند أذان المغرب وليس قبله علي أن تعطي الام لطفلها إذا صام جائزة مثل مصحف أو سبحة وفي اليوم التالي سجاده صلاه كنوع من تشجيعه علي الصوم ما أحوج الأبناء إلى التمسك بتعاليم الإسلام من الصغر بالتحبيب وليس الترهيب و بالتدريب والإرشاد والتوجيه دون تعنيف قال تعالي:"ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وماهم مؤمنين"
اشترك الآن في القائمة البريدية لموقع جريدة البديل السياسي لمعرفة جديد الاخبار